وتحت ذلك هذه العبارة التى تتضمن تاريخ النسخ ومكانه ، وهى :
«استنسخ بمدينة سبته حرسها الله ، من كتاب الفقيه ........... للفقيه الأجل الأكرم الأفضل أبى محمد عبد الله بن الشيخ المرحوم أبى الطيب عبد المنعم ابن عبد النور ، رحمهم الله ، ونفع به مالكه.
وكان الفراغ منه يوم الخميس التاسع عشر من رجب الفرد عام عشرة وستمائة.
ونلاحظ هنا أن يدا أثيمة قد امتدت إلى اسم الفقيه مالك النسخة التى هى أصل لنسختنا هذه ، فمحته ، وصار محله خلوا بقدر سطر.
وتحت ذلك قريبا من وسط الصفحة ، كتبت هذه العبارة. بخط الرقعة الجميل الحديث:«مستخرج من دشت المؤيد ومضاف فى ١٤ ديسمبر سنة ١٨٩١ نمرة ٧١ بوصية نمرة خصوصية : ١٨٣ لغة نمرة عمومية : ٢٥٥١٥
ويلى ذلك حروف الهجاء عند المغاربة ، وهى التى رتب عليها المعجم ، ولعلها بخط الكاتب ومداده.
وفى أسفل الصفحة من جهة اليمين كتابة جانبية نصها : «هو وما بعده من كتب خليل بن أيبك الصفدىّ». والعبارة بخط بارع فى الجمال ، من خط عصر المماليك ، ويظهر لى أنها خط الصفدىّ نفسه ، وهى تشبه تعليقات كثيرة ، وطررا مكتوبة بهذا القلم البارع ، مبثوثة على هوامش الكتاب وجوانبه.
وفى اعتدال صفحة الكتاب إلى جانب عبارة الصفدىّ ، نحو خمسة أسطر بخط ديوانىّ مصرىّ متأخر ، بين النسخىّ والرّقعة ، قد محيت ، وبقيت معالمها غير واضحة ، وفيها بقية من اسم المرحوم على مبارك باشا ، أحد الوزراء السابقين فى عصر إسماعيل وتوفيق. ولعل هذه العبارة تتضمن محضرا وإشهادا بالعثور على هذه النسخة بجامع المؤيذ ، واستنقاذها من الدشت ، حينما كان على مبارك باشا وزيرا للأوقاف والأشغال ، وله إشراف على المساجد وما تحويه خزائنها من الكتب ، ولعل على مبارك باشا تملّك هذه النسخة حقبة من الزمن ، ثم أعادها إلى دار الكتب لتحفظ فيها. وقد محيت هذه العبارة ، واكتفوا بأن كتب بدلها فى وسط الصفحة بالمداد البنفسجىّ ، العبارة : مستخرج من دشت ....... التى ذكرناها آنفا.