أنا طلق بن غنام عن ابن ظهير ـ يعني ـ الحكم ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس (وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ)(١) ، قال : (٢) عشر سنين (٣).
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا ابن رزقويه ، أنا أبو بكر بن سندي ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا إسماعيل بن عيسى ، نا أبو حذيفة ، عن عبد الله بن إسماعيل السّدّي ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال :
لما قال لموسى : (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى)(٤) قال : يا ربّ اذهب إلى فرعون وقد أعطيته من زينة الدنيا وسلطانها ، فأذهب إليه في رساستي (٥) هذه ، قال : نعم يا موسى ، إنّي معك (أَسْمَعُ وَأَرى)(٦) ، فقال له موسى : فنعم يا رب ، قال : فلما قال له هامان (٧) : أما وجد ربك رسولا غيرك في جودياك (٨) هذه ، ذكر موسى قول ربه عزوجل له : إنّي معك (أَسْمَعُ وَأَرى) ، قال له موسى : نعم إنّي رسول الله إليكم على رغم أنفك ، قال : فقال له هامان : أيها الساحر ، لا يغرنّك طاعة الأبواب لك ، وما تبصبصت لك الأسد ، إنّما كان ذلك من كيد سحرك ، سوف تعلم أنه ليس لك إله غير فرعون.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا عبد الرّحمن بن عبد الله بن حريث ، عن عبد المنعم ، عن أبيه عن وهب بن منبّه قال :
أوحى الله إلى موسى : يا موسى ، لو شئت أن أزينكما بزينة يعلم فرعون حين ينظر إليه أنّ مقدرته تعجز عما أوتيتما فعلت ، ولكن أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما ، وهكذا أفعل بأوليائي ، إنّي لأذودهم (٩) عن نعيمها ورجائها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع (١٠) الهلكة ، وإنّي لأحميهم عيشها وسلوتها كما يجنّب الراعي الشفيق إبله مبارك العرّة (١١) ، وما
__________________
(١) سورة الشعراء ، الآية : ١٨.
(٢) بالأصل : قالا.
(٣) كان بين خروج موسى حين قتل القبطي وبين رجوعه نبيّا أحد عشر عاما غير أشهر (تفسير القرطبي ١٣ / ٩٥).
(٤) سورة النازعات ، الآية : ١٧.
(٥) كذا رسمها بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، ولم أحلها.
(٦) سورة طه ، الآية : ٤٦.
(٧) هامان وزير فرعون.
(٨) الجودياء بالضم الكساء نبطية أو فارسية ، وجاءت بمعنى : جبّة كما في تاج العروس : جود.
(٩) بالأصل : لا أذوهم ، والمثبت : «لأذودهم» عن د ، و «ز» ، وم.
(١٠) كذا بالأصل ، وم ، ود ، و «ز» ، وفي المختصر : مواقع الهلكة.
(١١) العرة : بالضم : ذرق الطير ، وعذرة الناس ، وقد أعرت الدار (القاموس المحيط).