فيضربه (١) بنعليه ، ويأمر أصحابه فيضربونه تبعا له ، ويحثون عليه التراب ، فلمّا كثر ذلك منه ، قال له رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لعنك الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تفعل ، فإنّه يحب الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم» (٢).
قال : وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طرفة إلّا اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، هذا أهديته لك ، فإذا جاء صاحبه يطلب نعيمان بثمنه جاء به إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، أعط هذا ثمن متاعه ، فيقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أولم تهده لي؟» فيقول : ـ زاد ابن السمرقندي : ويقول : ـ يا رسول الله إنّه والله لم يكن عندي ثمنه ، ولقد أحببت أن تأكله ، فيضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويأمر لصاحبه بثمنه [١٢٧٤٢].
أخبرنا أبو بكر أيضا ، وأبو القاسم ، وأبو الدرّ ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد الصريفيني (٣) ـ زاد أبو القاسم : وأبو الحسين بن النّقّور قالا : ـ أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله ، عن جدّه عبد الله بن مصعب ، عن ربيعة بن عثمان قال :
دخل أعرابي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأناخ ناقته بفنائه ، قال بعض أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم : لنعيمان ، وقال أبو بكر للنعيمان الأنصاري ، لو عقرتها فأكلناها ، فإنّا قد قرمنا (٤) إلى اللحم ، وغرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ، فعقرها النعيمان ، وخرج الأعرابي ، فرأى راحلته فصاح ، وا عقراه يا محمّد ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «من فعل هذا؟» قالوا : النعيمان ، فاتبعه ليسأل عنه حتى وجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وقد حفرت لها خنادق ، وعليها جريد ، فدخل النعيمان في بعضها ، فمرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسأل عنه ، فأشار إليه رجل ورفع صوته : ما رأيته (٥) يا رسول الله ، وأشار بإصبعه حيث هو ، قال : فأخرجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد سقط على وجهه السعف ، وتغيّر وجهه ، فقال : «ما حملك على ما صنعت؟» قال : الذين دلّوك عليّ يا رسول الله ، هم الذين أمروني ، قال : فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمسح عن وجهه ويضحك ، قال : ثم غرمها رسول الله صلىاللهعليهوسلم للأعرابي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا
__________________
(١) من قوله : أبيه ... إلى هنا سقط من «ز».
(٢) أسد الغابة ٤ / ٥٧٦.
(٣) غير واضحة بالأصل ، وفي م : الصيرفيني ، والمثبت عن «ز».
(٤) قرمنا إلى اللحم : يعني اشتدت شهوتنا له.
(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.