ذكر أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن سعيد بن شعيب العبدري ، حدّثنا أبو الحسن أحمد ابن أنس بن مالك (١) ، حدّثنا الوليد بن عتبة ، والعبّاس بن الوليد قالا : لما أخذ الوليد بن مسلم في التصنيف أتاه شيخ من شيوخ المسجد فقال : يا فتى ، جدّ فيما أنت فيه ، فإني رأيت كأن قناديل مسجد الجامع قد طفئت ، فجئت أنت فأسرجتها (٢).
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العبّاس المحبوبي ، حدّثنا أحمد بن سيّار قال (٣) : سمعت صالح بن سفيان يقول :
قدم الوليد بن مسلم ووكيع بمكة ، قال : فرجعنا من عنده إلى وكيع فقال : ما يحدثكم أبو العبّاس؟ قال : فذكرنا له إلى أن قلنا : حدّثنا عن الأوزاعي ، عن حمّاد أنه كره التيمم بالرخام ، قال : فاستحسن ذلك ، وقال : أين نزل؟ فسار إليه مع نفر من إخوانه ، فجعل يقول لهم : أي شيء تفيدون عن أبي العبّاس ، هاتوا اذكروا شيئا ، قال : فلم يصادف إنسانا يعلم. قال : فقام ليذهب فقام (٤) الوليد ليودعه ، فقال له وكيع : كان حماد حسن المسائل ، حدّثنا الثوري عن حمّاد [بكذا ، وحدّثنا الثوري عن حماد بكذا ، فقال له الوليد : حدّثنا الأوزاعي عن حماد](٥) أنه كره التيمم بالرخام ، فلمّا سمع لم يدعه يمشي معه ، ودعا له ، ورده.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن هبة الله ، أخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب قال (٦) : سمعت أبا الفضل صدقة بن الفضل المروزي ـ وكان كخير الرجال ، قال أبو يوسف : وسمعت العبّاس بن عبد العظيم العنبري قال : كنا نقول : أحمد بن حنبل بالعراق ، وصدقة بن الفضل بخراسان ، ويزيد بن المبارك باليمن ، فسمعت صدقة قال : حجّ الوليد بن مسلم وأنا بمكة ، فما رأيت رجلا أحفظ للحديث
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٩ / ٤٦١.
(٢) كتب بعدها في «ز» : آخر الجزء السابع بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي وعرضا بأصله على شيخنا العالم الورع بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن بن هبة الله بإجازته من عمّه المصنف وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي يوم الأربعاء السابع والعشرون من جمادى الأولى سنة عشرين وستمائة بالمسجد الجامع من دمشق حرسها الله والحمد لله.
(٣) رواه المزي من طريقه في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٦١.
(٤) بالأصل وم : فقال ، والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و «ز» ، واستدرك عن تهذيب الكمال.
(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢١.