نعيم أفضل ، [ويقول هذا : وكيع أفضل](١) فاختصموا ساعة ، وأنا محوّل الوجه في ناحية ، فلمّا فرغوا من قتالهم قلت لهم : أبو نعيم كان أثبت الرجلين ، وأقلّهما خطأ ، ووكيع كان أفضل الرجلين ، فكان يصوم الدهر ، وكان كثير الصلاة ، قال : فقالوا لي جميعا : صدقت ، قال : فقال (٢) سوادة لتمتام : يا أبا جعفر اجعلنا في حلّ لا نكون غضبت ، قال : لا ، وانصرفوا.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبيد الله الصيرفي ـ ببغداد ـ حدّثنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا علي بن عثمان بن نفيل ، قال : قلت له ـ يعني ـ لأحمد بن حنبل : إن بلالا كان يقع في وكيع وعيسى بن يونس ، وابن المبارك ، فقال : من كذب أهل الصدق فهو الكذّاب.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، حدّثنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرنا البرقاني ، قال : قرئ على إسحاق النعالي وأنا أسمع ، حدّثكم عبد الله ابن إسحاق المدائني ، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي ، قال : قلت له ـ يعني ـ أحمد بن حنبل : إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع وعيسى بن يونس ، وابن المبارك؟! فقال : من كذّب أهل الصدق فهو الكذّاب.
قال الخطيب (٤) : وأخبرنا ابن رزق.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران.
قالا : أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، أخبرنا حنبل بن إسحاق ، قال : سمعت يحيى بن معين قال : رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه أسماء الشيوخ ، فلان رافضي ، وفلان كذا ، وفلان كذا ، ووكيع رافضي (٥) قال يحيى : فقلت له : وكيع خير منك ، قال : مني؟ قلت : نعم ، قال : فما قال لي شيئا ، ولو قال لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه ، قال : فبلغ ذلك
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٢) الأصل وم : فقالوا : تحريف ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥٠٠.
(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٥٠٠.
(٥) بالأصل : «مما قصى» تحريف ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وتاريخ بغداد.