وقول أبي تمام :
يمدون من أيد عواص عواصم |
|
تصول بأسياف قواض قواضب (١) |
وربما سمى هذا القسم الذي تكون فيه الزيادة في الآخر «مطرّفأ» وذلك لتطرف الزيادة فيه. ووجه حسن هذا النوع ، كما يقول عبد القاهر الجرجاني ، إنك تتوهم قبل أن يرد عليك آخر الكلمة كالميم من «عواصم» أنها هي الكلمة التي مضت ، وإنما أتى بها للتوكيد ، حتى إذا تمكن آخرها في نفسك ووعاه سمعك ، انصرف عنك ذلك التوهم. وفي ذلك حصول الفائدة بعد أن يخالطك اليأس منها.
٢ ـ ما كانت الزيادة في أحد لفظيه بأكثر من حرف واحد في آخره.
وربما سمى هذا النوع «مذيلا». ومن أمثلته قول النابغة الذبياني :
لها نار جن بعد أنس تحولوا |
|
وزال بهم صرف النوى والنوائب |
وقوله أيضا راثيا :
فيا لك من حزم وعزم طواهما |
|
جديد الردى بين الصفا والصفائح |
وقول حسان بن ثابت :
وكنا متى يغز النبي قبيلة |
|
نصل جانبيه بالقنا والقنابل (٢) |
__________________
(١) يمدون من أيد : يصح أن تكون «من» زائدة فيكون المعنى يمدون أيديا ، ويصح أن تكون للتبعيض ، أي يمدون بعض أيد ، ومثلها «هز من عطفه وحرك من نشاطه» ، وعواص : جمع عاصية من عصاه ضربه بالعصا : أي السيف هنا ، وعواصم : جمع عاصمة من عصمه ، أي حفظه ورعاه ، وقاض : جمع قاضية : من قضى عليه قتله ، وقواضب : جمع قاضب من قضبه قطعه ، والمعنى : يمدون للضرب يوم الحرب أيديا ضاربات للأعداء حاميات للأولياء صائلات على الأقران بسيوف قاتلة قاطعة.
(٢) القنابل : واحدها القنبلة والقنبل بفتح القاف فيهما : الجماعة من الناس أو الخيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين ونحوه.