فأبى أن يعطيه إياه ، فقال له : [فأعلم](١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّي طلبته منك ، فلمّا دفع المال إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعلمه أن أباه طلبه منه فقال له : «فعد به على أبيك».
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن يزيد ، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف قال : لما عزل أبو بكر خالدا ـ يعني : بن سعيد بن العاص ـ ولّى يزيد بن أبي سفيان جنده ، ودفع لواءه إلى يزيد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن فهم ، نا ابن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سفيان ، عن عبد [المجيد](٢) بن سهيل ، عن عوف بن الحارث ، عن ابن عمر قال : لما عقد أبو بكر الأمراء على الشام كنت في جيش خالد بن سعيد بن العاص ، فصلّى بنا الصبح بذي المروة ، وهو على الجيوش كلّها ، فو الله إنّا لعنده إذ أتاه آت فقال : قدم يزيد بن أبي سفيان ، فقال خالد بن سعيد : هذا عمل عمر بن الخطّاب ، كلّم أبا بكر في عزلي ، وولّى يزيد بن أبي سفيان ، فقال ابن عمر : فأردت أن أتكلم ثم عزم لي على الصمت ، قال : فتحولنا إلى يزيد بن أبي سفيان ، وصار خالد كرجل منهم ، وقال محمّد بن عمر : وهذا أثبت عندنا مما روي في عزل خالد ، وهو بالمدينة.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل ، عن أبيه قال : لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان دعاه ، فقال له : يا يزيد ، إنك شاب ، تذكر بخير ، قد رئي (٣) منك ، وذلك شيء خلوت به في نفسك ، وقد أردت أن أبلوك وأستخرجك من أهلك ، فانظر كيف أنت وكيف ولايتك ، وأخبرك : فإن أحسنت زدتك ، وإن أسأت عزلتك ، وقد ولّيتك عمل خالد بن سعيد ، ثم أوصاه بما يعمل به في وجهه ، وقال له : أوصيك بأبي عبيدة بن الجرّاح خيرا ، فقد عرفت مكانه من الإسلام ، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لكلّ أمة أمين ، وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح» ، فاعرف له فضله وسابقته ، وانظر معاذ بن جبل ، فقد عرفت مشاهده مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يأتي أمام العلماء يوم القيامة
__________________
(١) استدركت على هامش الأصل.
(٢) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن «ز» ، وم.
(٣) في «ز» : رؤى.