برتوة» (١) [١٣٢٥٩] فلا تقطع أمرا دونهما ، فإنّهما لن يألواك (٢) خيرا ، فقال يزيد : يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أوصهما بي كما أوصيتني بهما ، فأنا إليهما أحوج منهما إليّ ، قال أبو بكر : لن أدع أن أوصيهما (٣) بك ، فقال يزيد : يرحمك الله ، وجزاك عن الإسلام خيرا.
قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن عبد (٤) الحكم بن صهيب ، عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال :
لما بعث أبو بكر أمراءه إلى الشام : يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ، ويزيد بن أبي سفيان على الناس ، وكان يصلّي بهم في معسكرهم بالحرف (٥) ، وقال : إن اجتمعتم في كيد ويزيد على الناس ، وإن تفرقتم فمن كانت الوقعة مما يلي معسكره فهو على أصحابه.
قال : وأنا الفضل بن دكين ، نا ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيّع يزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنا محمّد بن علي بن المبارك الفرّاء (٦) ، أنا عبد الله بن الحسين بن عبدان ، أنا طلحة بن أسد بن المختار ، أنا محمّد بن الحسين الأبكري (٧) ، نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرّز ، نا إسحاق بن وهب العلّاف ، نا الوليد بن الفضل العنزي ، نا القاسم بن أبي الوليد التيمي ، عن عمرو بن واقد القرشي ، عن موسى بن يسار ، عن مكحول ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن يزيد بن أبي سفيان قال : شيّعني أبو بكر حين بعثني إلى الشام ، فقال [يا](٨) يزيد إنك رجل تحب قرابتك ، وإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من ولّى ذا قرابة محاباة وهو يجد خيرا منه ، لم يجد رائحة الجنّة» [١٣٢٦٠].
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا الحسن بن علي.
__________________
(١) يعني برمية سهم ، وقيل : مدى البصر ، وقيل : يميل ، (راجع النهاية لابن الأثير).
(٢) الأصل وم : «يألونك» والمثبت عن «ز».
(٣) الأصل وم : «وأوصهما» والمثبت عن م.
(٤) كتبت فوق الكلام في «ز».
(٥) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : بالحرب ، وفي م : بالخزف.
(٦) سقطت اللفظة من «ز».
(٧) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» ، وم : «الأحرى».
(٨) سقطت من الأصل وم ، واستدركت للإيضاح عن «ز».