علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة (١) ، عن أبيه قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا بعث جيشا أو سرية أوصى صاحبهم بتقوى الله في خاصة نفسه ، وبمن معه من المؤمنين ثم قال : «اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تغلّوا ولا تغدروا ، ولا تمثّلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فإذا أنت لقيت عدوك من المشركين إن شاء الله فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال ، أيهم أجابوك إليها فاقبل منهم ، وكفّ عنهم ، ادعهم إلى الإسلام ، فإن قبلوا فاقبل منهم وكفّ عنهم ، ثم ادعهم إلى التحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين ، وعليهم ما على المهاجرين ، وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأعلمهم (٢) أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين ، وليس لهم في الفيء والغنيمة حتى يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم» [١٣٢٧٩].
أنبأنا أبو علي المقرئ ، وحدّثني أبو مسعود بن أبي الوفاء بن أبي طالب عنه ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا مطّلب بن شعيب الأزدي ، نا عبد الله بن صالح.
ح قال : ونا أحمد بن خليد الحلبي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، قالا : نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، نا يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أتيت بدابّة فوق الحمار ودون البغل ، خطوتها عند منتهى طرفها ، فركبت ومعي جبريل ، فسارت بي ، ثم قال : انزل فصلّ ، فنزلت فصلّيت ، فقال : تدري أين صلّيت؟ صليت بطيبة وإليها المهاجر إن شاء الله ، ثم قال : انزل فصلّ ، فنزلت فصلّيت ، فقال : أتدري أين صلّيت؟ صلّيت ببيت لحم ، حيث ولد عيسى ، ثم دخلت بيت المقدّس ، فجمع لي الأنبياء ، فقدّمني جبريل ، فصلّيت بهم ، ثم صعد بي إلى سماء الدنيا ، فإذا فيها آدم ، فقال لي : سلّم عليه ، فقال : مرحبا بابني ، والنبي الصالح ، ثم دخلت السماء الثانية ، فإذا فيها ابنا الخالة يحيى وعيسى ، ثم دخلت السماء الثالثة ، فوجدت فيها يوسف ، ثم دخلت السماء الرابعة ، فوجدت فيها هارون ، ثم دخلت السماء الخامسة فوجدت فيها إدريس ، قال الله عزوجل : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا)(٣) ثم صعدت السماء السادسة فوجدت فيها موسى ، ثم صعدت السماء السابعة فوجدت فيها إبراهيم ، ثم صعدت فوق سبع سماوات ، فغشيتني ضبابة ، فخررت ساجدا ، فقيل لي : إنّي يوم
__________________
(١) تحرفت في م و «ز» إلى : يزيد.
(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : فأخبرهم.
(٣) سورة مريم ، الآية : ٥٧.