وكذا بازا وكلب بني فلان ، ومزرعة بني فلان ، فأعطاه كل ما سأل ، ثم خرج وبعث إلى يزيد ، وهو أصغر من عبد الله ، فقال : إني قد رأيت من الرأي ألّا تطلبن اليوم أمرا إلّا أجبتك فيه ، وكنى عن الخلافة ، فلم يخرج الكلام من فم معاوية حتى قام يزيد ، فقبّل رأسه معاوية ويده ، ثم قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد بدهتني يا أمير المؤمنين بما لا كفء به ، ولكني لست أجد بدا من أن أجيبك بما سألتني عنه ودعوتني إليه ، واعلم أن قولي ليس بمؤخر شيئا ولا مقدمه ولا يدفع أمرا قضاه الله ، أسألك الخلافة بعدك ، وأرجو أن أموت قبلك ، فقام معاوية فقبّل رأسه وقال : أشهد أنك ابني ، اخرج ، فخرج ، وأقبل معاوية على القرشية ، فقال : كيف ترين ، أعلمت أن ابنك أحمق ، وأودّ أنه كان على لب يزيد وعقله ، فكان هو أولى بالخلافة ، قالت : لا ، ولكن هذا منك حسد لابني ، فبايع معاوية ليزيد.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري ، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع ، قال : ونا القاضي أبو محمّد عبد الله بن علي بن أيوب ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح ، قالا : أنا أبو بكر بن دريد ، قال : وأخبرنا عن العتبي قال :
رأى (١) معاوية يزيد يضرب غلاما له ، فقال : سوأة لك. أتضرب من لا يستطيع أن يمتنع عليك؟ والله لقد منعتني القدرة من ذوي الإحن ، وإن أحق من عفا لمن قدر.
قال : وأنا ابن دريد ، أنا أبو حاتم ، عن العتبي ، قال :
وفد زياد على معاوية فأتاه بهدايا وأموال عظام ، وسفط مملوء جوهر ، لم ير مثله ، فسرّ به معاوية سرورا شديدا ، فلما رأى زياد ذلك صعد المنبر ، فقال : أنا والله يا أمير المؤمنين أقمت لك صعر العراق وجبيت لك مالها ، وألفظت إليك بحرها. فقام يزيد بن معاوية فقال : إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش ، ومن القلم إلى المنابر ، ومن زياد بن عبيد إلى حرب بن أمية ، فقال له معاوية : اجلس ، فداك أبي وأمي.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أبو حفص التمامي ، نا علي بن محمّد السمري ، عن عبد الله بن المبارك ، عن من حدّثه أن وفدا قدموا على معاوية من اليمن فقال لهم ما.
__________________
(١) بالأصل : رآني ، والمثبت عن «ز» ، وم.