المسور قال : قدم عبد الله (١) بن عبّاس وافدا على معاوية ، فأمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه ، فأتاه في منزله ، فرحّب به ابن عبّاس وحدّثه ، فلما خرج قال ابن عبّاس : إذا ذهبت بنو حرب ذهب علماء الناس.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنا محمّد بن علي الخياط ، قال : أنا أحمد بن عبد الله السوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد بن الجهم الكاتب ، أنا أبي ، أنا أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي ، حدّثني محمّد بن عمر القرشي عن من أخبره قال :
جاءت وفاة الحسن بن علي ، وعبد الله بن عبّاس بباب معاوية ، فخرج الرسول ، فدعا ابن عبّاس ، فقال الناس : حدث حدث بالمدينة ، قال ابن عبّاس : فلما دخلت عليه قال : يا ابن عبّاس ، أما علمت أن حسنا (٢) هلك؟ فقلت : إذا لا يسد لله حفرة غيره (٣) ، قال : ما كانت سنه؟ ، فقلت : ما كان بميلاده حقا ، فقال : إنّي لأظنه قد ترك أولادا صغارا ، قال : هم عيال من كانوا وكان في عياله ، قال : أصبحت اليوم سيّد قومك ، قلت : ما أبقى الله أبا عبد الله حسينا فلا ؛ وخرج ابن عبّاس وجاء الناس يعزونه إذ رفعت الخيل ، وإذا يزيد بن معاوية قد أتاه ماشيا ، فلمّا دنا وسع له ، فلم يرتفع وجلس بين يديه ، وقال : مجلس المعزي ، لا مجلس المهني ، ثم ذكر الحسن ، فقال : رحم الله أبا محمّد ، أوسع الرحمة ، وأفسحها ، وعظّم أجرك وأحسن عزاءك ، وعوّضك من مصابك ما هو خير لك ثوابا وخير عقبى ثم قام ، فاتبعه ابن عبّاس بصره ، فقال : إذا ذهب آل حرب ذهب حلماء قريش ، ثم تمثّل :
مغاض عن العوراء لا ينطقونها |
|
وأهل وراثات الحلوم الأوائل |
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أنا ابن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : وفي سنة تسع وأربعين مغزى يزيد بن أمير المؤمنين المدينة ـ يعني : القسطنطينية ـ.
__________________
(١) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «حسينا» والتصويب عن «ز» ، وم.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : قبره.