عبد الكريم بن هوازن قال : سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : سمعت أبا العباس البغدادي يقول : سمعت محمّد بن عبد الله الفرغاني (١) يقول : سمعت أبا جعفر الحدّاد يقول : مكثت بضع عشرة سنة أعتقد التوكل ، وأنا أعمل في السوق ، آخذ كل يوم أجرتي ولا أنتفع بها بشربة ماء ، ولا بدخلة حمام ، وكنت أجئ بأجرتي إلى الفقراء في الشونيزي (٢) وأكون على حالي.
قال (٣) : وأنا محمّد بن علي بن الفتح ، أنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفي أبو عبد الرّحمن قال : سمعت محمّد بن عبد الله الرازي يقول : سمعت أبا عمر الأنماطي يقول : مكث أبو جعفر الحدّاد عشرين سنة يكتسب كل يوم دينارا يتصدق به ـ أو قال : ينفقه على الفقراء ـ وهو أشد الناس اجتهادا ويخرج بين العشاءين فيتصدق من الأبواب ولا يفطر إلّا في وقت ما أحل الله عليه الميتة وكان من رؤساء المتصوّفة.
أنبأنا أبو الحسن الفارسي ، أنا محمّد بن يحيى ، نا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت عبد الله بن يحيى يقول : سمعت أحمد بن محمّد البردعي يقول : سمعت أبا الحسن العلوي البصري يقول : كان أبو جعفر الحدّاد يمكث عشرين سنة يكسب كل يوم دينارا وعشرة دراهم ، وينفقه على الفقراء ولا يسألهم عن مسألة ، ويصوم النهار كلّه ، ثم يخرج بين العشاءين ويدور على الأبواب ويسأل.
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول : سمعت منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول : سمعت ا ... (٤) بن محمّد يقول : سمعت أبا جعفر الحدّاد (٥) يقول : الفراسة هي أول خاطر بلا معارض [فإن عارض معارض](٦) من جنسه فهو خاطر وحديث نفس.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ، سمعت أبي أبا القاسم يقول : سمعت أبا عبد الله السواري يقول : سمعت عبد الواحد بن ... (٧) يقول : سمعت أبا بكر الجوّال
__________________
(١) في تاريخ بغداد : الزعفراني.
(٢) كذا بالأصل وتاريخ بغداد ، وورد في معجم البلدان : الشونيزية : مقبرة ببغداد.
(٣) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٤١٢.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٢٣٥.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن الرسالة القشيرية.
(٧) تقرأ بالأصل : «اكمل».