وأرعد (١) ، وأحفظه ما به توعد ، وقال أو بلغ من حداثة الخبيث ، أن يحدّث نفسه / ٩ / بهذا الحديث (٢) ، قل له للبلوغ سنّ لو كان يدركها ، لكان يدع هذه الدّعوى ويتركها ، ولو كان لنا أجفان تكفينا لركبنا إليه ثبج هذا البحر ، ونزلنا من سرارة (٣) أرضه بين السّحر والنحر.
ولم يعلم أن من الاعتزاز ما يهب هوانا (٤) ، وأنّ ربّ كلمة هاجت حربا عوانا (٥). فقام الرّسول وهو يقول قد زل لسانك وستزل قدمك ، وستندم على ما فرط منك حيث لا يغني عنك قدمك ، وما تغني أضغاث الأحلام (٦) ، إذا هاجت أضغاث الكلام ، وخرج حتى ركب ظهر مطيته ، وعاد بما انطوى عليه إلى طيّته (٧).
__________________
(١) أبرق وأرعد : تهدد وأوعد. ومن الأمثال العربية : رعدا وبرقا والجهام جافر. وهو مثل يضرب لمن يتزيا بما ليس فيه. الميداني مجمع الأمثال ، ج ١ ، ص ٤٣٤.
(٢) جناس ناقص بين" الخبيث والحديث".
(٣) والجمع سرائر وهي أوسط الأرض وأكرمها. ويقال : أرض سرّاء أي طيبة. ويقال : سرّ بين السّرارة ، وهو الخالص من كل شيء. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٥٨.
(٤) جناس ناقص بين" هوانا وعوانا".
(٥) والجمع العون. والعوان من الحيوان السنّ بين السنّين لا صغير ولا كبير. والعوان النّصف في سنّها من كل شيء. والعوان من النساء التي قد كان لها زوج ، وقيل هي الثيب ، والحرب العوان أي المتردّدة التي كان قبلها حرب. قال الشاعر :
حربا عوانا لقحت عن حولل |
|
خطرت وكانت قبلها لم تخطر |
وفي حديث الإمام علي كرم الله وجهه : كانت ضرباته مبتكرات لا عونا. أي وقعت مختلسة فأحوجت إلى المراجعة. لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٩٩.
(٦) إشارة إلى قوله تعالى : (" قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ"). سورة يوسف ، الآية رقم ٤٤.
(٧) الطيّة : وجمعها طيات ، وهي الناحية ، والوطن ، والمنزل ، والوجهة. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٠.