العشيرة ، وتقول فيما لا يقع الا منوّنا عاملا في نكرة ، وانما وقع منوّنا لانه فصل فيه بين العامل والمعمول فالفصل لازم له أبدا مظهرا أو مضمرا ، وذلك قولك هو خير منك أبا وهو أحسن منك وجها ، ولا يكون المعمول فيه الا من سببه وان شئت قلت هو خير عملا وأنت تنوي منك ، وان شئت أخرت الفصل في اللفظ وأصله التقديم لانه لا يمنعه تأخيره عمله مقدّما كما قال ضرب زيدا عمرو فعمرو مؤخّر في اللفظ مبدوء به في المعنى وهذا مبدوء به في أنه يثبت التنوين ثم يعمل ، ولا يعمل الا في نكرة كما أنه لا يكون الا نكرة ولا يقوى قوة الصفة المشبّهة فألزم فيه وفيما يعمل فيه وجها واحدا ، وتقول في الجمع خير منك أعمالا ، فان اضفت فقلت هذا اول رجل اجتمع فيه لزوم النكرة وأن يلفظ بواحد وهو يريد الجمع ، وذلك لأنه أراد أن يقول أوّل الرجال فحذف استخفافا واختصارا كما قالوا كلّ رجل يريدون كل الرجال فكما استخفّوا بحذف الالف واللام استخفّوا بترك بناء الجميع واستغنوا عن الالف واللام وعن قولهم خير الرجال وأوّل الرجال ومثل ذلك في ترك الالف واللام وبناء الجميع قولهم عشرون درهما انما أرادوا عشرين من الدرّاهم فاختصروا واستخفّوا ولم يكن دخول الالف واللام بغير العشرين عن نكرته فاستخفّوا بترك ما لم يحتج اليه ولم تقو هذه الاحرف قوة الصفة المشبّهة ألا ترى أنك تؤنّثها وتذكّرها وتجمعها كالفاعل تقول : مررت برجل حسن الوجه أبوه كما تقول مررت برجل حسن أبوه ، وهو مثل قولك مررت برجل ضارب أبوه ، فان جئت بخير منك أو عشرين رفعت لأنها ملحقة بالاسماء لا تعمل عمل الفعل فلم تقو قوّة المشبّهة ، كما لم تقو المشبّهة قوة ما جرى مجرى الفعل ، وتقول هو خير رجل في الناس وأفره عبد فيهم ، لأن الفاره هو العبد ولم تلق أفره ولا خيرا على غيره ثم تختصّ شيئا فالمعنى مختلف ، وليس هاهنا فصل ولم يلزم إلّا ترك التنوين ، كما أن عشرين وخيرا منك لم يلزم فيه إلا التنوين ، ولم يدخلوا الالف واللام كما لم يدخلوه في الأول ، وتفسيره تفسير الأول وإنما أرادوا أفره العبيد وخير الأعمال وانما أثبتوا الالف واللام في قولهم أفضل الناس لأن الأول قد يصير به معرفة فأثبتوا الالف واللام وبناء الجميع ولم ينوّن وفرّقوا بترك النون والتنوين بين معنيين ، وقد جاء من الفعل ما أنفذ الى