(١) بها جيف الحسرى فأما عظامها |
|
فبيض وأما جلدها فصليب |
وقال [المسيب بن زيد مناة الغنوى] : [رجز]
(٢) لا تنكر القتل وقد سبينا |
|
في حلقكم عظم وقد شجينا |
فاختصّ التثليث بهذا الباب الى تسع المائة كما أنّ لدن لها مع غدوة حال ليست في غيرها تنصب بها كأنه ألحق التنوين في لغة من قال لد ، وذلك قولك من لدن غدوة ، وقال بعضهم لدن غدوة كأنه أسكن الدال ثم فتحها ، كما قال اضربن زيدا ففتح الباء حين جاء بالنون الخفيفة والجرّ في غدوة هو الوجه والقياس ، وتكون النون من نفس الحرف بمنزلة نون من وعن فقد يشدّ الشيء في كلامهم عن نظائره ويستخفّ الشيء في موضع ولا يستخفّونه في غيره ، من ذلك قولهم ما شعرت به شعرة ويقولون ليت شعري ويقولون العمر والعمر لا يقولون في اليمين إلّا بالفتح يقولون كلّهم لعمرك ، وسترى أشباه هذا أيضا في كلامهم ان شاء الله ، ومما جاء في الشعر على لفظ الواحد يراد به الجميع : [وافر]
(٣) كلوا في بعض بطنكم تعفّوا |
|
فانّ زمانكم زمن خميص |
__________________
(١٨٦) الشاهد فيه وضع الجلد موضع الجلود لأنه اسم جنس ينوب واحده عن جميعه فأفرده ضرورة لذلك* وصف طريقا بعيدا شاقا على من سلكه فجيف الحسرى وهي المعية من الابل مستقرة فيه ، وقوله فأما عظامها فبيض أى أكلت السباع والطير ما عليها من اللحم فتعرت وبدا وضحها ، وقوله وأما جلدها فصليب أى محرم يابس لانه ملقي بالفلاة لم يدبغ ، ويقال الصليب هنا الودك أى قد سال ما فيه من رطوبة لاحماء الشمس عليه.
(١٨٧) الشاهد فيه وضع الحلق موضع الحلوق كالذي تقدم قبله* وصف انهم قتلوا من قوم كانوا قد سبوا وامن قومه فيقول لا تنكروا قتلنا لكم ، وقد سبيتم منا ففي حلوقكم عظم بقتلنا لكم وقد شجينا نحن أيضا أي غصصنا بسبيكم لمن سبيتم منا ، وهذا مثل.
(١٨٨) الشاهد فيه وضع البطن في موضع البطون كما تقدم قبله* وصف شدة الزمان وكلبه فيقول كلوا في بعض بطنكم ولا تملؤها حتي تعتادوا ذلك وتعفوا عن كثرة الأكل وتقنعوا باليسير فان الزمان ذو مخمصة وجدب.