سمعناهما ممن يرويهما عن العرب والمعنى إمّا ، ومما جاء من الجزاء بأنىّ قول لبيد : [طويل]
(١) فأصبحت أنىّ تأتها تلتبس بها |
|
كلا مركبيها تحت رجلك شاجر |
وفي أين قوله (وهو ابن همّام السّلولى) : [خفيف]
(٢) أين تضرب بنا العداة تجدنا |
|
نصرف العيس نحوها للتّلاقي |
وإنما منع حيث أن يجازى بها أنك تقول حيث تكون أكون ، فتكون وصل لها كأنك قلت المكان الذي تكون فيه أكون ، ويبيّن هذا أنها في الخبر بمنزلة إنّما وكأنّما وإذا إنه يبتدأ بعدها الأسماء ، أنك تقول حيث عبد الله قائم زيد ، وأكون حيث زيد قائم ، فحيث كهذه الحروف التي تبتدأ بعدها الأسماء في الخبر ولا يكون هذا من حروف الجزاء ، فاذا ضممت اليها ما صارت بمنزلة إن وما أشبهها ولم يجز فيها ما جاز فيها قبل أن تجيء بما وصارت بمنزلة إمّا ، وأما قول النحويّين يجازى بكلّ شيء يستفهم به فلا يستقيم من قبل أنك تجازي بإن وبحيثما وإذ ما ولا يستقيم بهن الاستفهام ولكنّ القول فيه كالقول في الاستفهام ، ألا ترى أنك اذا استفهمت لم تجعل ما بعده صلة فالوجه أن تقول الفعل ليس في الجزاء بصلة لما قبله ، كما أنه في حروف الاستفهام ليس صلة لما قبله ، واذا قلت حيثما تكن أكن فليس بصلة لما قبله ، كما أنك اذا قلت أين تكون وأنت تستفهم فليس الفعل بصلة لما قبله فهذا في الجزاء ليس بصلة لما قبله كما أنّ ذلك في الاستفهام ليس
__________________
(٦٤٥) الشاهد فيه جزم تأتها بأنىّ لان معناها معنى أين ومتى وكلاهما للجزاء وتلتبس جزم على جوابها* وصف داهيه شنيعة وقضية معضلة من أناها ورام ركوبها التبس بها ونشب واستعار لها مركبين وانما يريد ناحيتيها اللتين ترام منهما ، والشاجر من شجرت بين الشيئين اذا فرقت بينهما وشجر بين القوم أي اختلف وتفرق أي من ركبها شجرت بين رجليه فهوت به.
(٦٤٦) الشاهد في مجازاته بأين وجزم ما بعدها لأن معناها إن تضرب بنا العداة في موضع من الارض نصرف العيس نحوها للقاءه والعيس البيض من الإبل فكانوا يرحلون على الابل فاذا لقوا العدو وقاتلوا على الخيل ولم يرد أنهم يلقون العدو على العيس.