الملحق الثاني
كنيسة الضريح المقدس
يعتبر وصف دانيال لكنيسة الضريح المقدس ، وللمباني والأماكن المقدسة المتصلة بها ذو أهمية عظيمة ، حيث إنه رأى تلك الأماكن قبل أن يقوم الفرنجة الصليبيون بالتغييرات التي أضفت على الكنيسة شكلها الحالي.
وفي بداية القرن الثاني عشر يظهر أن الضريح أو كنيسة الضريح المقدس اتخذت شكلا لا يختلف عن الموجود في شكل" ١". لقد كان يحميها سور محيط بها ، وعلى اتصال بهذا السور كان هناك رواقا له اثنا عشر عمودا واثنا عشر قوسا. ويبدو أن بناء السور في ثلاث فرجات بين الأعمدة قد استبدل جزئيا بمصبعات أو حواجز حديدية مفتوحة وفي كل واحدة فيها باب يؤدي إلى الضريح (١). لقد كان جدار السور ملبسا بالرخام وعلى أعمدة تستقر فوق هذا الجدار مقصورة عليا ذات قبة كانت تعلوها صورة فضية للمسيح (٢). وفي داخل الكنيسة وفي الجهة الشمالية منها ، كانت هناك أريكة ، حيث سجي عليها جثمان السيد المسيح ، وكانت هذه الاريكة محفورة في صخر المغارة ، ومغطاة بقطع من الرخام ، والتي كان فيها ثلاث فتحات صغيرة ، كانت تسمح للمسيحيين بلمس وتقبيل الصخرة الطاهرة (٣). وكانت إحدى القطع يمكن ازاحتها ، ويبدو أن حارس الضريح كان يزيد من دخله وذلك ببيع قطع من الصخرة للحجاج. ولم تكن كنيسة الملاك قد شيدت بعد ، ولكن الحجر الذي تدحرج بعيدا ، والذي جلس عليه الملاك : كان يظهر على بعد ثلاثة أقدام أمام مدخل حجرة الضريح (٤).
تظهر بعض الصعوبة بسبب الغموض الذي يكتنف ملاحظة دانيال حول الضريح المقدس. ففي وصف المبنى الصغير يقول بأنه كان هناك ثلاثة ابواب في المقصورة أو البرج الموجود فوق المغارة المقدسة ، كان الناس يدخلون إلى الضريح عبر هذه الابواب. وبعد ذلك في ملاحظاته حول هبوط النور المقدس يقول بأنه عند دخول الكنيسة بصحبة الملك ، ذهبوا إلى الباب الشرقي للضريح المقدس ، ثم تقدم بلدوين إلى المكان المعد له قرب دربزين المذبح أمام الباب الشرقي المقدس ثم طلب
__________________
(١) انظر صفحة ١٢ ـ ١٣.
(٢) قارن وصف كنيسة الضريح المقدس ليوحنا فورزبورغ الوارد في صفحة ١٠٣ ـ ١٠٤.
(٣) هذه الفتحات الصغيرة ذكرها ويلبراند وسيمون ورودلف فون سواخيم وآخرون ، والصخرة مغطاة الآن بقطعة واحدة دون وجود فتحات.
(٤) الحجر الذي جلس عليه الملاك ذكر أولا فيما يتعلق بالضريح من قبل القديس جيروم في رحلة القديسة بولا الكريمة.