الملحق الثالث
قبة الصخرة
يجب مقارنة وصف دانيال لقبة الصخرة بالوصف الذي قدمه سايولف الذي زار المبنى أيضا قبل تحويله إلى كنيسة لاتينية :
" إننا نهبط من ضريح السيد المسيح ونتجه مسافة رميتي قوس إلى معبد السيد (١) باتجاه شرق الضريح المقدس ، ثم إلى الساحة الكبيرة من حيث طولها واتساعها ، وهي تشتمل على بوابات كثيرة. ولكن البوابة الرئيسة الواقعة أمام المعبد تدعى باسم" الجميلة" بسبب صنعها الجميل ، وتنوع الألوان فيها ، وهناك أيضا البقعة التي قام فيها بطرس بعلاج كلاديوس (٢). وكان المكان الذي بنى فيه سليمان المعبد يدعى قديما باسم بيت إيل وحيث لاذ يعقوب بأمر من الله ، وحيث عاش وشاهد سلّما تلمس قمته عنان السماء والملائكة تصعد وتهبط عليه وقال" حقا إن هذا المكان مقدس" (٣). وهناك رفع حجرا كتذكار ، وبنى مذبحا وصب عليه الزيت ، وبعد ذلك بنى سليمان في المكان نفسه" معبدا للآلهة" بإرادة الله. وتشاهد في وسط هذا المعبد صخرة كبيرة عالية مجوفة من الأسفل ، وعليها كانت أقدس الأقداس. وضع سليمان تابوت العهد في هذا المكان ، وحصل على المن وعصاة هارون التي ازهرت وترعرعت وأنتجت اللوز ، ووضع أيضا لوحين من ألواح العهد. وهنا اعتاد سيدنا المسيح أن يرتاح من التعب الذي كان يسببه له مضايقات اليهود ، وهنا كان يوجد مكان الاعتراف حيث قدم الحواريون اعترافهم للمسيح ، وهنا ظهر الملاك جبريل لزكريا قائلا : " إنك سوف ترزق بولد وأنت طاعن في السن (٤) ، وهنا ذبح زكريا ابن براخياس بين المعبد والمذبح ، وهنا ختن المسيح الطفل في يومه الثامن وسمي يسوع والتي فسرت بمعنى المنقذ ، وهنا أيضا قدم اليسوع من قبل والديه مع مريم العذراء في يوم طهرها واستقبلت من قبل سمعان الطاعن في السن ، وهنا وجد المسيح عند ما كان عمره اثنا عشر عاما وسط الأطباء (٥). وهنا بعد ذلك طرد الثيران والغنم والحمام قائلا" سيكون منزلي مكانا للصلاة" وهنا قال اليهود : " دمروا هذا المعبد وسوف أبنيه في ثلاثة أيام ، وما
__________________
(١) اطلق الفرنجة الصليبيون على قبة الصخرة المشرفة اسم معبد السيد ووافقهم في ذلك جميع الرحالة الأوروبيين الذين زاروا المنطقة في العصور الوسطى. (الترجمة العربية).
(٢) قال بطرس للرجل الأعرج وكان يرافقه يوحنا : «ليس لي فضة ولا ذهب ولكنني أعطيك ما عندي باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش ، وأمسكه بيده اليمنى وأنهضه ففي الحال تشددت ساقاه ورجلاه فوثب وقام وطفق يمشي ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويسبح الله». أعمال الرسل ٣ : ١ ـ ٨.
(٣) خاف وقال : ما أهول هذا الموضع ، ما هذا إلا بيت الله ، هذا باب السماء ، ثم بكر يعقوب في الغداة وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه نصبا وصب على رأسه دهنا. التكوين ٢٨ : ١٧ ـ ١٨ ، انظر أيضا : يوحنا ، حنين الشخصيات النسائية في الكتاب المقدس ، ط ١ ، القاهرة ١٩٨٦ ، ص ٤٢٨ ـ ٤٣٠.
(٤) لوقا ١ : ١٣.
(٥) يوحنا ٥ : ١ ـ ٤٧.