زالت تشاهد آثار أقدام المسيح في الصخر ؛ وهنا أحضر اليهود المرأة التي اتهمت بالزنا لتقف أمام المسيح (١). وهناك بوابة المدينة في الجهة الشرقية للمعبد تسمى البوابة الذهبية حيث قابل يواكيم والد مريم المباركة ، زوجته حنّة بأمر من ملاك الآلهة ، ومن البوابة نفسها دخل يسوع المسيح بيت المقدس في يوم الزيتون قادما من بيثاني وهو يركب جحشا (٢). ومن هذه البوابة دخل الإمبراطور هرقل بيت المقدس ، عند ما عاد منتصرا من بلاد فارس ومعه صليب المسيح (٣). ويوجد في ساحة معبد المسيح جنوب معبد سليمان (٤) وهو عظيم الحجم ، ويوجد في الجانب الشرقي منه مصلى يحتوي على مهد المسيح وحمّامه وسرير مريم العذراء طبقا لرواية العهد الآشوري (٥).
الملحق الرابع
الميعة (٦) أو العبهر (٧)The Storax
توجد الميعة هنا قرب (سيلج Selge) بوفرة عظيمة ، وهي شجرة ليست كبيرة ولكنها معتدلة في نموها. وتصنع الرماح ـ المشابهة لشجرة القرانيا (٨) ـ من أخشاب هذه الشجرة. وتتربى هناك في جذع الشجرة دودة تأكل لحاء الشجر حتى سطحه وتلقي بكومة من نشارة الخشب مثل النخالة أو نشارة الخشب ، تتجمع عند الجذور. وبعد ذلك يتقطر سائل والذي يتجمد في الحال في كتلة مثل الصمغ. وينزل جزء من هذا السائل ويختلط مع نشارة الخشب عند جذع الشجرة مختلطا بالتراب ، ويكتسب جزء من هذه المادة تماسكا على سطح الكتلة ويبقى نقيا.
ويظل ذلك الجزء الذي يجري على طول سطح جذع الشجرة جامدا ونقيا أيضا. ويتكون مزيج من الجزء غير النقي وهو عبارة عن مزيج من نشارة الخشب والتراب ، وهذا له رائحة أكثر مما لدى الميعة النقية ، ولكنه أدنى منه في جميع خصائصه الأخرى. وهذا غير منتشر بشكل شائع. ويستخدم بكميات كبيرة في البخور الذي يستعمله العبّاد المؤمنون بالخرافات (٩).
__________________
(١) أحضر اليهود إلى السيد المسيح امرأة اتهمت بالزنا وقالوا : «يا معلم إن هذه المرأة قد أخذت في الزنا» ورد عليهم السيد المسيح : " من كان منكم بلا خطيئة فليبدأ ويرمها بحجر». وخاطب المرأة قائلا : «أما حكم عليكم أحد". قالت : " لا يا رب" فقال يسوع : " ولا أنا أحكم عليك اذهبي ولا تعودي تخطئين». انظر : يوحنا ٨ : ٤ ـ ١٢.
(٢) يوحنا ١٤ : ١٢.
(٣) انتصر الإمبراطور البيزنطي هرقل على الفرس عند ما سحق قواتهم على مقربة من أطلال مدينة نينوى عام ٦٢٧ م ، وقد اضطر الفرس إلى طلب الصلح واسترد البيزنطيون جميع البلاد التي فقدوها ، وبعد ذلك بثلاث سنوات حضر الإمبراطور هرقل إلى بيت المقدس ، وأعاد من جديد الصليب المقدس الذي استرده من الفرس.
أنظر : محمد حسنين ربيع ، دراسات في تاريخ الدولة البيزنطية ، " دار النهضة العربية" ، القاهرة ١٩٨٣ م ، ص ٦٣.
(٤) درج الرحالة الغربيون على اطلاق اسم معبد السيد على المسجد الاقصى. (الترجمة العربية).
(٥) من «الرحلات الأولى في فلسطين» Early travels in Palestine ٩٣ ـ ١٤.
(٦) الميعة : مادة صمغية يابسة أو جامدة ، وهي تستخرج من الأصطرك ، أو اللّبني.
(٧) العبهر : شجرة أو جنبة ذات صمغ يعرف بالميعة.
(٨) القرانياConel : نوع من الأشجار يكون مزهرا.
(٩) Strabo ,xxi ,٧ ,٣. ترجمة هاملتون والفكونر في سلسلة بونز
Hamilton and Faconer\'s translation in Bohn\'s series