١١٠٢ ـ ١١٠٣ م / ٤٩٥ ـ ٤٩٦ ه ورحلة الحاج الروسي دانيال الراهب في الأراضي المقدسة في الفترة الواقعة ١١٠٦ ـ ١١٠٧ م / ٥٠٠ ـ ٥٠١ ه ورحلات الحاج يوحنا فوقاس (١) سنة ١١٨٥ م / ٥٨١ ه وفيتلوس (٢) سنة ١١٣٠ م / ٥٢٤ ه وبورشارد من دير جبل صهيون (٣) سنة ١٢٨٠ م / ٦٧٩ ه.
وتعتبر رحلة الحاج الروسي دانيال الراهب في الأراضي المقدسة من المصادر الهامة لدراسة أحوال تلك البلاد في بداية الاستيطان الفرنجي الصليبي ، فقد تعرض دانيال لمختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين خلال بداية الغزو الفرنجي الصليبي. وتكمن أهمية هذه الرحلة في أنها جاءت مع بداية مرحلة جديدة في حياة الشرق الإسلامي بوجه عام والأراضي المقدسة بوجه خاص.
وقد زودنا الحاج الروسي بمعلومات قيمة عن أهم المزروعات التي كانت تشتهر بها فلسطين والأردن ، وخاصة زراعة الأشجار المثمرة والخضراوات والحبوب ، هذا إلى جانب تعرضه لذكر اليناببع والآبار التي كانت تشتهر بها تلك المناطق ، كما زودنا بمعلومات عن أهم الصناعات التي كانت سائدة في الأراضي المقدسة وقتذاك ، وخاصة صناعة استخراج زيت الزيتون والنبيذ ، فقد ذكر على سبيل المثال أن بيت المقدس كانت تحصل على جميع احتياجاتها من نابلس وضواحيها. وفضلا عن ذلك كله زودنا بوصف لأهم المدن والقرى التي زارها مع التركيز على وصف الأماكن المقدسة في بيت المقدس وان اعتمد في ذلك على العهد القديم.
وعلى الرغم من أهمية الرحلة وتوقيتها إلا أن هناك بعض الملاحظات عليها أهمها : اعتماد الحاج الروسي على كتاب العهد القديم في توثيق كثير من الأمور ، على الرغم من أنه لم يكن ضليعا به ، الأمر الذي أوقعه في بعض الأخطاء بسبب جهله بالعهد القديم ، ومثل هذه الأخطاء تعتبر غير مشرفة بالنسبة إليه أو إلى مرشده راهب دير القديس سابا. وفضلا عن ذلك وقع دانيال في بعض الأخطاء
__________________
(١) يوحنا فوقاس : ولد في كريت ، وكان والده يدعى متى Matthew وقد توفي في جزيرة باتموس Patmos ، ويبدو أنه كان يتمسح بالرهبان ، ويتصرف حسب ما يفعلونه. وعند ما شب يوحنا فوقاس ووصل إلى سن الرجال خدم في الجيش تحت قيادة مانويل كومنيين. وقد تعهده شيخا إسبانيا ، وعلمه حياة الزهد والتقشف عدة سنوات ، وكان تعليمه يتم على صخرة بالقرب من البحر. وبعد ذلك أصبح يوحنا راهبا ، وقد حضر إلى زيارة الأماكن المقدسة سنة ١١٨٥ م / ٥٨١ ه.
Cf. Introduction of the Pilgrimage of Joannes Phocas in Holy Land, trans. by Aubrey ownlow, Stewart, London ٩٨٨١.
(٢) تمت هذه الرحلة حوالي سنة ١١٣٠ م / ٥٢٤ ه أي في عهد الملك الفرنجي الصليبي فولك الانجوي. أما كاتب الرحلة فهو غير معروف ، ولا يوجد أية معلومات عنه ، ويكتب اسمه بصيغ مختلفة منها فيتلوس Fetellus أو فريتلوس.Fretellus
(٣) كان بورشارد مواطنا ألمانيا من بلدة سترازبورغ ، وقد عمل في سلك الرهبنة ، وأصبح راهبا في جماعة الدومنيكان ، وذهب إلى الشرق في سنة ١٢٣٢ م / ٦٣٠ ه ، وقام بزيارة سوريا ومصر وأرمينيا. ويقال أنه توفي في الشرق ، على الرغم من أن تاريخ وفاته غير معروف. وكان بورشارد بعيدا عن التعصب ، تقيا متدينا ، محبا لكافة الطوائف المسيحية. ويبدو أنه كان على درجة كبيرة من التعليم. وقد أظهر ذكاء جادا في استيعاب جميع المعلومات التي حصل عليهاCf.Introduction of Mount Sion ,PP.١١١ ـ VI.