مايو عام ١١٠٤ م (١). ويخبرنا دانيال بأنه صحب الملك بلدوين في حملته ضد دمشق. ويوضح هنري هاجنمايرHeinrich Hagenmeyer من خلال ما كتبه (اكهارد رئيس دير أورجين Ekkhardi Uraugiensis (٢) في كتابه المعروف بتاريخ بيت المقدس Hierosolymita Historia بأن هذه كانت إحدى الحملات التي قام بها الملك بين عامي (١١٠٦ ـ ١١٠٨ م) (٣).
ومرة أخرى يتحدث دانيال عن الهجمات التي كان يتعرض لها الحجاج (المسيحيون) من قبل المسلمين في عسقلان (٤) ، ويشير المؤرخ وليم الصوري William of Tyre (٥) إلى هذه
__________________
(١) اتفقت المصادر الإسلامية والأجنبية على أن سقوط عكا بيد الفرنجة الصليبيين كان في شهر مايو سنة ١١٠٤ م / شعبان سنة ٤٩٧ ه. انظر : ابن القلانسي : تاريخ دمشق ، تحقيق د. سهيل زكار ، الطبعة الأولى ، دمشق ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م ، ص ٢٣٢ ابن الأثير : الكامل في التاريخ ، ج ١٠ ، بيروت ١٩٦٦ م ، ص ٣٧٣. انظر أيضا : سعيد البيشاوي : الممتلكات الكنسية في مملكة بيت المقدس الصليبية ، " دار المعرفة الجامعية" الإسكندرية ١٩٩٠ م ، ص ٧٦ سعيد البيشاوي : نابلس ، ص ٧٤.
Fulcher of Chartres, A History of the Expedition to Jerusalem, trans. by Frances Rita Ryan) sisters of st. Joseph (. edited with an introducation by Harold\'s Fink, Konuville, U. S. A. ٩٦٩١. P. ٦٧١ ـ Monitum in Balduini ١١١, Historia Nicenae vel Antoichenae Prologum, Ed. R. H. C. H. Occ, tome IV, Paris ٩٧٨١, P. ٠٨١ ـ Albert d\'Aix, Historia Hierosolymitana, Ed., R. H. C. H ـ Occ, tome IV, Paris ٩٧٨١, PP. ٦٠٦ ـ ٨٠٦.
أشار ابن الأثير إلى استيلاء الفرنجة الصليبيين على مدينة عكا بقوله : " وملك الافرنج البلد وفعلوا بأهله الأفعال الشنيعة". انظر : الكامل في التاريخ ، ج ١٠ ، ص ٣٧٣. وقد أشار المؤرخون الصليبيون أيضا إلى عمليات القتل التي ارتكبت ضد سكان عكا من مسلمين ومسيحيين شرقيين.
Cf. also : Fulcher of Chartres, P. ٦٧١ ـ Albert d\'Aix, PP. ٦٠٦ ـ ٨٠٦
(٢) اكهاردEkkhardi : هو أحد رجال الدين الألمان ، وصل إلى منصب رئيس دير اوراAura ، وقد عاش في العصر الوسيط ، وقدم إلى بيت المقدس حوالي سنة ١١٠١ م ، ووضع كتابا عن تاريخ بيت المقدس. اعتمد فيه من ناحية على أعمال الفرنجة ، ومن ناحية أخرى على كتاب أعمال تانكرد الذي ألفه راؤول كاين. انظر : ارنست باركر : الحروب الصليبية ، ترجمة السيد الباز العريني ، ط ٢ ، «دار النهضة العربية» ، بيروت بدون تاريخ ، ص ١٨٩ ـ ١٩٠. وفي سنة ١٨٧٦ م قام هنري هاجنماير الألماني بنشر هذا الكتاب تحت عنوان القدس Hierosolymita ,Tub.٦٧٨١ (الترجمة العربية).
(٣) Cf.Ekkhardi Hierosolymita ,PP.٠٦٣ ـ ٢٦٣.
(٤) كانت عسقلان من أجمل المدن الفلسطينية ، وهي مدينة ساحلية حصينة ، تكثر فيها أشجار الفاكهة ، وصفها الكثير من الرحالة والجغرافيين الذين زاروا المنطقة خلال فترات مختلفة. وقد ذكرها القزويني «بأنها مدينة على ساحل الشام من أعمال فلسطين ، وكان يقال لها عروس الشام لحسنها» انظر : آثار البلاد وأخبار العباد ، بيروت ١٩٦٩ م ، ص ٢٢٢. وذكرها المقدسي البشاري : بأنها مدينة جميلة حصينة تقع على شاطئ البحر ، وهي" تشتهر بكثرة الفواكه ، وخاصة الجميز الذي يسمح لكل شخص بأكل ثمره دون مقابل ، يقع مسجدها وسط سوق تجار المنسوجات ، وقد بلطت أرضه بالرخام". والمدينة واسعة وغنية ومناخها صحي وموقعها حصين جدا. وتشتهر بدودة الحرير وبمصنوعاتها الخزفية ، الحياة فيها جميلة وهنية وأسواقها مزدحمة بالتجار ، وحراسها دائما على أهبة الاستعداد ، ولكن ميناءها غير محصن ، وماؤها يميل إلى الملوحة.
انظر : أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ليدن" مطبعة بريل" ١٩٠٦ م ، ص ١٧٤. (الترجمة العربية)
(٥) ولد وليم الصوري في بيت المقدس حوالي سنة ١١٣٠ م / ٥٢٤ ه ، وهو ينتمي لأسرة فرنسية شاركت في الحملة الفرنجية الصليبية الأولى. وقد عاش وليم الصوري فترة شبابه في الشرق الإسلامي ، وأتقن اللغة العربية واليونانية واللاتينية والفرنسية. وتوجه في مقتبل عمره إلى أوروبا الغربية طلبا للعلم والمعرفة ـ ـ