عيد القيامة ، بينما كانت المصابيح اللاتينية تعلق فوقه. إن وصف هبوط النور المقدس يتفق في كل تفاصيله الجوهرية مع تلك التي بينها فوشيه الشارتري سنة ١١٠١ م ، والذي كان موجودا في المناسبة المشهودة عند ما لم تشعل النار المقدسة المصابيح حتى يوم عيد القيامة. ويصف كلا الكاتبين اللهب بأنه مائل إلى الحمرة ويذكران بأن جميع الموجودين رددوا معا الصيحة اليونانية يا رب ارحمنا (١) ، ويقول دانيال بأن اليونانيين واللاتين قرأوا شعائر يوم السبت في يوم عيد القيامة مع بعضهم البعض ، ويشير فوشيه إلى أن الفرنجة قرأوا أولا كل فصل باللاتينية ، ثم قام اليونانيون بقراءة الفصل نفسه باليونانية. وفي الوصف الفرنجي يقال ان البطريرك فتح باب الضريح ، بينما في الوصف الروسي أحد الأساقفة اللاتين ، وهذا الاختلاف يعزى إلى غياب البطريرك اللاتيني وقت زيارة دانيال (٢).
ويعد دانيال كاتبا مدققا بشكل عام ، ولكنه يقع في أخطاء في بعض الأحيان ، وتأتي بعض أخطائه الكبيرة عن جهل بالعهد القديم ، وهي غير مشرفة بالنسبة إليه أو إلى مرشده الراهب العالم من دير القديس سابا. ويمكن أن تعزى بعض الأخطاء الجغرافية إلى الجهل العام في تلك الفترة ، ومن هذه الأخطاء : موقع كفر ناحوم على ساحل البحر قرب الكرمل (٣) ، وتعريف اللد بأنها الرملة وقيسارية فيليبي (٤) بقيسارية فلسطين (٥) والسامرة بنابلس وباشان ببيسان ، كما أشار إلى أن
__________________
(١) ترد هذه الكلمات في مطلع صلاةKyrie Eleison.
(٢) تم عزل البطريرك افريمار شوكس عن كرسي البطريركية في الاجتماع الذي ترأسه المندوب البابوي جبلين سابران في بيت المقدس في خريف سنة ١١٠٧ م / ٥٠١ ه ؛ وذلك لأن انتخاب افريمار لشغل كرسي البطريركية كان شاذا ولا يتفق مع القانون الكنسي. وقد أصر الملك بلدوين على عزل افريمار عن كرسيه بعد تشاوره مع عدد كثير من رجال الدين وأخذ موافقتهم. وقد فقد افريمار كرسيه بسبب الحقد والكراهية.
Cf. William of Tyre, Vol. ١., pp. ٦٧٤ ـ ٨٧٤ ـ Albert d\'Aix, pp. s ٤٥٦, ٨٥٦ ـ ٩٥٦ ـ de Roziere, Cartulaire du chapiter de saint ـ sepulcre de Jerusalem, Paris ٩٤٨١, Doc. No. ٠١, p. ٨. Rohricht R., Regest, Regni Hierosdimitani, Innsbruk ٣٩٨١, Doc. No. ٠٥. p. ٠١. انظر أيضا : سعيد البيشاوي : الممتلكات الكنسية ، ص ١٢٤ ـ ١٢٥. يتضح من سير الأحداث أن كرسي البطريركية في بيت المقدس قد أصبح شاغرا من خريف ١١٠٧ م. وهذا يعني أن الاحتفال بأسبوع عيد القيامة كان في الشتاء. مما يؤكد ما أورده دانيال بالنسبة لعدم وجود بطريرك لاتيني خلال تلك الفترة.
(٣) سيرد الكلام عنه في مكان آخر.
(٤) قيسارية فيليبي : تقع عند منابع نهر الأردن ، تأسست في السنة الثانية قبل الميلاد ، وقد أصدرت عملة تحمل تاريخ تأسيسها ، وكان سكانها في غالبيتهم وثنيين مع أنه كان يقطنها عدد كبير من اليهود ، وقد كان لها منذ بداية تأسيسها مقاطعة واسعة. انظر : جونز : مدن بلاد الشام ، ص ١٠٤.
(٥) قيسارية فلسطين : هي إحدى أجمل المدن الفلسطينية ، عرفت منذ القدم باسم مدينة دورDor ، كما عرفت باسم برج ستراتو ، وقام الحاكم هيرودس بإعادة بنائها وسماها قيسارية ، وتبعد عن عكا ٢١ ميلا (سبعة فراسخ) وعن قلعة الحجاج ١٥ ميلا (خمسة فراسخ). وتشتهر قيسارية بأرضها الخصبة ومياهها الغزيرة ، وحاصلاتها الوافرة ، وخاصة النخيل والنارنج والحمضيات. وقد شيدت حولها الأسوار الحصينة لحمايتها ، وكان لها باب حديدي. ومسجدها الجامع جميل ، حيث يقع في أحسن بقعة من المدينة ، وقد دمرت المدينة على يد الظاهر بيبرس سنة ٦٦٣ ه / ١١٦٥ م ، ولم يبق منها سوى آثار. انظر : المقدسي البشاري ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ص ١٧٤ ناصر خسرو : سفرنامة ، ص ٥٤ لي سترانج : فلسطين في العهد الإسلامي ، ص ٤٤٧ ـ ٤٤٨ جونز : مدن بلاد الشام ، ص ١٢ ، ١٤ ، ١٥ ، ٦٠Cf.also : Burchard of mount Sion.