Theodosius(١). وفي هذا الكهف نفسه بقايا (عظام) الآباء الثلاثمائة والقديس الاسكندر ، وضريح مريم المجدلية (٢) هنا أيضا ، والقديس ثيموثاوس (٣) حواري القديس بولس يوجد في هذا المكان القديم.
وهنا يستطيع المرء أيضا أن يرى حمام ديوسكرايرس حيث عمل القديس يوحنا البشير مع بروكوروس Prochorus في منزل رومانا ، ورأينا أيضا الميناء المسمى بميناء المرمر حيث غرق القديس يوحنا البشير في البحر. ومكثنا هناك ثلاثة أيام.
وتقع مدينة افسوس بين الجبال ، وهي تبعد عن البحر بمقدار أربعة فرستات ، ويتوافر فيها جميع الأشياء. وهنا أعجبنا بالقبر المقدس ، وقد ارتحلنا مبتهجين بفضل من الله وصلوات القديس يوحنا البشير ، وتبعد المسافة ما بين افسوس وساموس نحو أربعين فرستا ويزخر البحر هناك بالسمك وتتميز الأرض بالخصوبة.
٤ ـ جزيرة بطمس «باتموس» (٤) : تقدر المسافة بين ساموس وجزيرة ايكاريا (٥) بحوالي عشرين فرستا ، ومنها إلى جزيرة باتموس بمقدار ستين فرستا ، وتقع الأخيرة داخل البحر. وفي هذه الجزيرة كتب القديس يوحنا البشير نسخته من الإنجيل عند ما نفي مع بروكوروس. ثم تأتي جزر
__________________
(١) هو الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني ، وقد حكم الإمبراطور من سنة ٤٠٨ ـ ٤٥١ م ، أي ما يقارب من اثنين وأربعين سنة. ولم يكن هذا الإمبراطور من رجال السياسة الموهوبين ، فلم يهتم بشؤون الحكم ، وإنما كانت حياته تتسم بالعزلة ، فقد نشأ نشأة دينية. ولذلك كان تقيا محبا للعلم ، يجيد الخط والصيد. وقد اعتبره بعض المؤرخين من الأباطرة سيئي الحظ. وقد صدر في عهده قانون هام من الناحية التاريخية ، لأنه تضمن ما حققته المسيحية ، بعد أن أصبحت الديانة الرسمية في مجال القانون ، وما جاءت به من تغيرات في الإجراءات القانونية. ويعرف هذا القانون باسم قانون ثيودوسيوس Code Theodosiaus انظر : السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية ، ص ٤٥ ـ ٤٧. وقد أبدى ثيودوسيوس اهتماما كبيرا بالتعليم ، وقام بإنشاء الجامعة التي افتتحت رسميا سنة ٤٢٥ م. وقد اقيمت في القاعة الكبرى على صرح الكابيتول ، وأصبحت على هذا النحو تحت الإشراف الإمبراطوري. وقد خصص للغة اللاتينية ثلاثة خطباء وعشرة من النحويين ، ومثل هؤلاء الآخرين وخمسة سوفسطائيين يعلمون باللغة اليونانية ، هذا بالإضافة إلى أستاذ للفلسفة ، واثنين لفقه القانون والشريعة. وفضلا عن ذلك أقام الأسوار الحصينة الضخمة لحماية القسطنطينية من ناحية البر انظر : ج. م. هسّي ، العالم البيزنطي ، ص ١٠٠ ، ٣٣٤ (الترجمة العربية).
(٢) مريم المجدلية : عاشت في عصر المسيح عليه السلام ، وقد عالجها المسيح من الأمراض التي كانت تعاني منها ، وقد اتبعته وصدقته ، وقد ذكرت مريم المجدلية في اكثر من موضع من كتاب العهد الجديد. (الترجمة العربية)
(٣) ثموثاوس : اسم يوناني معناه الذي يكرم ، ويرجح بأنه ولد في" استرة" من ولاية غلاطية ، وكان ثيوثاوس يوناني الجنسية ، ولا يوجد لدينا أية معلومات عن والده ، أما والدته فتدعى افنيكي. وقد تدرب ثيموثاوس على قراءة التوراة ومعرفة الشريعة اليهودية منذ طفولته ، دون أن يتهود بدليل انه لم يختن ، وهناك من يشير إلى أن ثيموثاوس كان ابن بولس في الايمان أي انه تتلمذ على يديه فيما يتعلق بالمسيحية. انظر صموئيل حبيب : دراسات في رسالة ثيموثاوس الثانية ، ص ١٥ ـ ١٧ (الترجمة العربية).
(٤) هي إحدى جزر بحر ايجة ، وتشير الروايات إلى أن الإمبراطور الروماني دوميثان قام بنفي يوحنا الرسول إلى هذه الجزيرة التي كتب فيها الانجيل الرابع وسفر الرؤيا. انظر : ول ديورانت ، قصة الحضارة ، ج ١١ ، ترجمة محمد بدران ، " جامعة الدول العربية" القاهرة ، ص ٢٧١.
(٥) تدعى الآن جزيرة نيقارياNicaria