هذا المكان كثير من الينابيع حيث يستريح الحجاج ليلا وهم في ذعر لأن المكان مهجور ، وهو ليس بعيدا عن مدينة عسقلان (١) حيث يقوم المسلمون بذبح الحجاج على الطريق (٢).
وتبعد المسافة بين القديس جورج وبيت المقدس حوالي عشرين فرستا (٣) هذا الطريق يمتد من جبال وعرة إلى جانب كونه مخيفا وتحف به المخاطر.
٨ ـ جبل ارماثيم (النبي صموئيل) (٤) : بالقرب من بيت المقدس ، وعلى اليمين من الطريق القادم من يافا ، هناك جبل يدعى ارماثيم. وعلى هذا الجبل ضريح الرسول صموئيل (٥) ، وأيضا ضريح لوالده الكانة ، وآخر لمريم المصرية. وكان هذا المكان موطنا لهؤلاء الأشخاص الكريمين. ويحيط به جدار ولهذا تسمى المدينة ب آرماثيم.
٩ ـ بيت المقدس : تقع مدينة بيت المقدس في وديان قاحلة ، وفي وسط جبال صخرية. وعند الاقتراب من المدينة يستطيع الزائر أن يشاهد أولا برج (٦) داود ، وعند التقدم قليلا يرى جبل الزيتون ، ثم يرى اقدس المقدسات (كنيسة القيامة) التي يوجد بها الضريح المقدس ثم أخيرا يرى المدينة بأكملها. وعلى بعد فرست واحد أمام بيت المقدس هناك جبل منبسط (٧) وعند وصوله يهبط المسافر ، صانعا إشارة الصليب ، وموقرا كنيسة القيامة داخل المدينة.
وتغمر البهجة كل مسيحي عند رؤية مدينة بيت المقدس الطاهرة ، وتذرف الدموع عند ذلك المشهد. وليس بوسع المرء إلا البكاء عند رؤية هذه الأماكن التي طالما اشتاق الزائر لرؤيتها حيث
__________________
(١) وصفت عسقلان بأنها أكبر مدن المسلمين. انظر المخطوطة التي تحمل الرمز
Ac. St. Petersboug, Bibl. De I\'Academie des sciences, No. ٥) xve ـ xvies., PaP ((الترجمة الإنجليزية).
(٢) سعيد البيشاوي : المقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الفرنجة الصليبيين ، ص ٣٧١.
(٣) ذكرت المخطوطة التي تحمل الرمزF أن المسافة تسعة عشر فرستا. (الترجمة الإنجليزية)
(٤) يدعى في الوقت الحاضر باسم النبي صموئيل Nebi Samwil ويقع على يمين الطريق الشمالي القديم من يافا إلى بيت المقدس. وقد أطلق عليه الفرنجة الصليبيون في العصور الوسطى اسم Monto Joie بمعنى جبل الابتهاج أو السعادة أو السرور. (الترجمة الإنجليزية) يرتفع الجبل عن سطح البحر حوالي ٨٨٥ مترا ـ ٢٩٥٠ قدما. انظر : مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين ، ج ٨ ، ق ٢ ، ص ١٤.
(٥) صموئيل مدفون في هذا الجبل. وكان قاضيا من قضاة بني اسرائيل. توفي قبل عام ١٠٠٤ ق. م. وكانت مدة قضائه لقومه اثنتي عشرة سنة. انظر : مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين ، ج ٨ ، ق ٢ ، ص ١٤ ، ٩٢ ، ٩٣.
(٦) أشارت بعض المخطوطات إلى بيت بدلا من برج. انظر المخطوطات التي تحمل الرموز التالية :Mac. Mo. F. K.(الترجمة الإنجليزية)
(٧) ورد في إحدى المخطوطات أنه جبل عال Cf.Ac. وهذا الموقع الذي نظر منه تيطس Titus على بيت المقدس ويبعد نحو ميل وربع أو فرستين من المدينة على الطريق إلى بيت إيل. ويدعى الآن باسم المشارف El Mesharif بمعنى الأعلى ، أو المكان الذي يمكن للمرء رؤية أية بقعة منه. ويوجد أكوام قليلة من الحجارة تركت هناك من قبل المسلمين ؛ وذلك لأنه المكان الذي يمكن رؤية بيت المقدس وقبة الصخرة ، أو أي شيء يمكن رؤيته من قبل الشخص القادم من نابلس.Cf.P.F.Q.S.,٤٧٨١ ,p ٤٩ (الترجمة الإنجليزية).