عبر هذه البوابة إلى بيت المقدس عند ما جاء من بيثاني (١) بصحبة لعازر (٢) الذي أيقظه السيد المسيح من بين الموتى. وتقع بيثاني إلى الشرق في مواجهة جبل الزيتون. وتمتد المسافة من هذه البوابة إلى كنيسة أقدس المقدسات حوالي مائة وثمانية سيجنات (٣).
١٩ ـ قرية بيثاني : تقع بيثاني في واد خلف الجبل ، وهي قرية ريفية صغيرة ، على بعد فرستين جنوب بيت المقدس. وعند دخول بوابة القرية من الناحية اليمنى ، يشاهد المرء مغارة يوجد فيها ضريح لعازر ، والقبو حيث أصابه المرض ووقع ميتا. وهناك أيضا كنيسة عالية واسعة زينت بالرسوم الرائعة في وسط هذه القرية. وتبعد الكنيسة عن ضريح لعازر ـ الذي يقع غرب الكنيسة الواقعة باتجاه الشرق ـ اثنا عشر (٤) سيجنا ، وفي خارج البلدة وباتجاه الغرب هناك ينبوع عذب تحت الأرض ، وينزل إليه الشخص على درجات وعلى بعد فرست واحد (٥) من بيثاني وعلى جانب بيت المقدس هناك برج (٦) مشيد على المكان الذي قابلت فيه مرثا السيد المسيح ، وفي هذا المكان أيضا امتطى السيد المسيح حمارا بعد أن أعاد لعازر إلى الحياة (٧).
٢٠ ـ قرية الجسمانية : الجسمانية هي قرية قريبة من بيت المقدس ، وتشمل على ضريح العذراء المقدسة ، وتقع (القرية) في وادي قدرون ، " في وادي الدموع" ، بين نقطتي شروق شمس الصيف وشروق شمس الشتاء في بيت المقدس (٨).
__________________
(١) بيثاني : هي قرية العيزرية الواقعة على إحدى الروابي جنوب شرق القدس. وقد أنشأت الملكة ميلسند ديرا في القرية عرف باسم دير بيثاني. انظر : مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين ، ج ٢ ، ق ٢ ، ص ١٤٢ ـ ١٤٧ ، سعيد البيشاوي : الممتلكات الكنسية ، ص ٢٣٣ ، هامش (١) Grousset ,R.,Vol.٢ ,P.١٦١ (الترجمة العربية).
(٢) المقصود هنا القديس لعازر.
(٣) ذكرت بعض المخطوطات أن المسافة بين الكنيسة وضريح القديس لعازر تبلغ عشرين سيجناCf.K.S
(٤) ذكرت بعض المخطوطات أن المسافة بين الكنيسة وضريح القديس لعازر تبلغ عشرين سيجناCf.K.S
(٥) ذكرت بعض المخطوطات أن الينبوع يبعد عن قرية بيثاني حوالي نصف فرست Cf.K.S
(٦) يبدو أن هذا كان «حجر بيت فاج Stone of Beth Phage» الذي اكتشف سنة ١٨٧٧Cf.P.F.Q.S.,٨٧٨١ ,.١٥ (الترجمة الإنجليزية)
(٧) كان لعازر من بيت عنيا القريبة من بيت المقدس ، وعند ما وصل السيد المسيح عليه السلام ، وجد أنه قد مات ودفن منذ أربعة أيام. وقد أعاد له السيد المسيح الحياة بأمر الله. يوحنا ١١ : ٤ ، ٤٢ ، ١٧ ، ١.
(٨) يبين المدلول أن الجسمانية تقع بين النقطتين التي منها يرى المشاهد في بيت المقدس ، انقلاب الشمس الصيفي أو الشتائي ، أي رؤية شروق الشمس في الصيف والشتاء ، أو بين الشمال الشرقي أو الجنوب الشرقي. (الترجمة الإنجليزية) والجسمانية تحريف" جتسيماني Gethsemane " المؤلفة من كلمتين : «جت» ومعناها معصرة و «سماني» ومعناها «الزيت» فيكون المعنى «معصرة الزيت» وتقع الجسمانية في أسفل جبل الزيتون في وادي جهنم عند ملتقى الطريق بين بيت المقدس وسلوان. ويذكر أن السيد المسيح ـ عليه السلام ـ كان يتردد على هذا المكان كثيرا طلبا للعزلة وترويح النفس ، وقضى فيه آخر أيامه متعبدا. وفيه أيضا ألقى اليهود القبض عليه بدلالة تلميذه الخائن يهوذا الاسخريوطي. وقد أقام الرومان في القرن الرابع الميلادي كنيسة في الموقع ، ولكن هذه الكنيسة دمرت سنة ٦١٤ م على يد الفرس ، وقام الفرنجة الصليبيون بتجديد البناء ، ثم دمرت الكنيسة سنة ١١٨٧ م ، وظلت خرابا إلى أن أعيد بناؤها على ١٩١٩ م. انظر : مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين ، ج ٨ ، ق ٢ ، ص ١٨ ـ ١٩. وكان السيد المسيح عليه ـ ـ