٢١ ـ بوابات المدينة : على بعد ثمانية سيجنات (١) من بوابات المدينة يقع المكان الذي حاول فيه أوكهانياس Okhonias (٢) اليهودي أن يلقي بجثة العذراء المقدسة من النعش الذي كان يحمله الحواريون لدفنها في الجسمانية ، ولكن الملاك قطع يديه الاثنتين بسيفه (٣) ، ووضعهما فوق النعش وقد كان هناك دير في هذا المكان ، ولكن الكفار (٤) دمروه.
٢٢ ـ موضع ضريح العذراء المقدسة : تقدر المسافة بين هذا المكان وضريح العذراء المقدسة بحوالي مائة سيجن. ويقع هذا الضريح في واد ، وهو عبارة عن مغارة صغيرة (٥) منحوتة في الصخر ، ولها مدخل منخفض لدرجة أن الفرد يستطيع الدخول إليها بصعوبة وهو منحني الجسم. وفي نهاية المغارة ، مقابل المدخل يستطيع المرء رؤية أريكة منحوتة في الصخر ، وضع عليها جسد سيدتنا الطاهرة والدة المسيح. ومن ثم رفعت طاهرة إلى الفردوس. ويبلغ ارتفاع هذه المغارة قامة الإنسان ، ويبلغ اتساعها أربعة أذرع عرضا وطولا ، ويتخذ داخل المغارة شكل كنيسة صغيرة ، مغطاة بقطع من الرخام الجميل. وكانت في السابق كنسية كبيرة بسقف خشبي ، كرست لرفع العذراء المقدسة إلى السماء ، وبنيت فوق ضريحها ، ولكن المكان في الوقت الحاضر أتلفه الكفار (٦).
__________________
= السلام يزور قرية الجسمانية باستمرار ، وكان يصلي هو وتلاميذه في هذا المكان. ورد في إنجيل مرقس ما يؤيد هذا الكلام. وجاءوا إلى ضيعة اسمها جتسماني فقال لتلاميذه : " اجلسوا هاهنا حتى أصلي". إنجيل مرقس ١٤ : ٢٢.
(١) أشارت إحدى المخطوطات إلى أن المسافة عشرون سيجنا. انظر المخطوطة التي تحمل الرمزT. وذكرت مخطوطة أخرى أن المسافة بلغت خمسين سيجنا. انظر المخطوطة التي تحمل الرمزK (الترجمة الإنجليزية).
(٢) اختلفت المخطوطات في تحديد الاسم. فالمخطوطة التي تحمل الرمزMo ذكرته باسم Othon ، بينما ذكرته المخطوطة التي تحمل الرمزT باسم أوثونياس Athonias.
(٣) أشارت بعض الروايات إلى أن السيف كان براقا متوهجا"Flaming Sword ". انظر المخطوطات التي تحمل الرموز الآتية : Mac.,Mo.,F.,S. هذا الجهد وعملية رفع العذراء تلك يمكن العثور عليهما في الابوكريفاApocryphal ، الكتاب المشكوك في صحته أو نسبته إلى يوحنا ، والمتعلق بقضية إلقاء جثة العذراء مريم. واسم اليهودي الوارد هنا جيفونياس Jephonias. (الترجمة الإنجليزية)
(٤) درج جميع المؤرخين والرحالة الغربيين على إطلاق لقب الكفار أو الوثنيين أو السراسنة (السراقنة) على المسلمين خلال فترة الغزو الفرنجي الصليبي للأراضي المقدسة. ولذلك يجب اتخاذ الحيطة والحذر عند الرجوع إلى كتابات هؤلاء الناس. ويمكن أن نقول أن هذه هي لغة العصر التي كانت سائدة خلال تلك الفترة. فقد وصف المؤرخون المسلمون الفرنجة الصليبيين بأوصاف كثيرة ، فلذلك يجب أن لا نندهش من كتاباتهم ولكن علينا أن نتوخى الحذر والحرص عند الرجوع إلى المؤلفين الغربيين على اختلاف أجناسهم ومللهم. (الترجمة العربية)
(٥) ورد في إحدى المخطوطات أن المغارة كانت كبيرة. انظر المخطوطة التي تحمل الرمزMac. (الترجمة الإنجليزية) أضافت الترجمة الألمانية" أن قبر والدة السيد المسيح المقدسة كان في مقدمة المذبح الأعلى لهذه الكنيسة.Cf.Z.D.P.V.vii.١٣ (الترجمة الإنجليزية)
(٦) بطبيعة الحال فإن الرحالة يقصد بهذه اللفظة المسلمين. ونرد عليه وعلى من يهاجم المسلمين أنه ليس من صفات المسلمين تدمير الكنائس أو الأماكن المقدسة للمسيحيين أو اليهود ، بل على العكس من ذلك فإن المسلمين حافظوا على الأماكن المقدسة لأصحاب الديانات السماوية. بينما نرى أن الفرنجة الصليبيين خلال حكمهم للأراضي المقدسة قاموا بالاعتداءات المتواصلة على الأماكن المقدسة للمسلمين. وخير دليل على ذلك أنهم قاموا بتحويل مسجد قبة الصخرةThe Mosque of the Dome of the Rock إلى ـ