من الله بعيني الخاطئتين ، وسمح لي الله بزيارة نهر الأردن المقدس ثلاث مرات. لقد كنا نحن هناك في عيد ابيفاني (Feast of the Epiphany) (١) ، وقد رأينا بركات الله تتنزل (٢) على مياه نهر الأردن. وكان هناك عدد كبير من الناس بجانب النهر ، وكانوا ينشدون بشكل جميل طوال الليل ، وأضيئت شموع لا حصر لها وحلت البركات على مياه نهر الأردن عند منتصف الليل ، عند ما هبطت الروح الطاهرة على مياه نهر الأردن ويستطيع رؤية ذلك صفوة الناس فقط ، أما غالبيتهم فإنهم لا يرون شيئا مع أن جميع المسيحيين يشعرون بالبهجة وتضيء قلوبهم ، وهم يصيحون : " لقد عمّد السيد المسيح في نهر الأردن" ، والجميع يقفزون إلى الماء ، ويعمدون في مياه النهر في منتصف الليل ، كما حدث للسيد المسيح.
والى مسافة أبعد وعلى جانب النهر (٣) هناك جبل عال جدا (٤) يمكن مشاهدته من مسافة بعيدة ومن كل الجوانب. وعلى هذا الجبل مات النبي موسى ، وهو ينظر إلى أرض الميعاد.
وتمتد المسافة بين دير القديس يوحنا والقديس جيراسيموس (Gerasimus) (٥) حوالي فرستا واحدا ، والمسافة نفسها تمتد بين الأخير وحتى قلامونيا (Kalamonia) وهو دير العذراء المقدسة. وفي هذا المكان أمضت العذراء الليلة مع يسوع المسيح ، ويوسف وجيمس ، وذلك عند انطلاقهم إلى مصر. وفي ذلك الحين أطلقت على ذلك المكان اسم قلامونيا ، ويعني" المقام الطيب" وتهبط الروح الطاهرة هناك حتى الوقت الحاضر على صورة للعذراء المقدسة (٦). ويقع هذا
__________________
(١) أشارت بعض المخطوطات إلى الجملة التالية : مع كل رفاقي.Cf.,Mac.,with all my companions.Mo.,F.,S من المفترض أن تعميد السيد المسيح ـ عليه السلام ـ احتل فترة يوم السادس من يناير (كانون الثاني). وقد استحم الحجاج المسيحيون في نهر الأردن في ذلك اليوم (السادس من يناير) واستمر هذا الأمر حتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي. أما اليوم فهم يستحمون في عيد القيامة. وكانت العادة القديمة للكنيسة هي التعميد في منتصف الليل. (الترجمة الإنجليزية)
(٢) هناك إضافة في بعض المخطوطات وهي أن البركات تنزل" من السماء"Cf.,Mac.,Mo. (الترجمة الإنجليزية)
(٣) أشارت إحدى المخطوطات إلى الجملة التالية : «باتجاه الجنوب قرب نهر الأردن». انظر المخطوطة التي تحمل الرمزMo. بينما أشارت بعض المخطوطات الأخرى إلى الجملة التالية : «باتجاه الجنوب بعيدا عن نهر الأردن».Cf.,F.,T.,Ar.K
(٤) أوردت بعض المخطوطات الجملة التالية : وجبل عال جدا ،
Cf. Mac., and very large mountain Mo., Ar. K.
وأضافت الترجمة الألمانية الصيغة التالية : «يدعى الفسجة» called Phasga (الترجمة الإنجليزية).
(٥) أضافت إحدى المخطوطات الجملة التالية : «الذي كان قد رعته وتعهدته ذئبة برية» Cf.,Ma. ومن المحتمل أنها إشارة ضمنية للأسد الذي قام القديس جيراسيموس بانتزاع الشوكة من قدمه. وقد بنى دير القديس جيراسيموس في القرن الخامس الميلادي ، على بعد ميل شرق الأردن. وفي القرن الثاني عشر الميلادي كانت تظهر غرب الأردن على بعد ثلاثة أميال من مدينة أريحا (الترجمة الإنجليزية).
(٦) توجد هذه الصورة الآن في كنيسة القديس قسطنطين البطريركية في بيت المقدس ، وقد أحضرت إلى هناك من قلمونيةKalamonia بعد تدمير ذلك الدير. وهي مربعة الحجم. ولسوء الحظ فقد أعيد تخطيطها (رسمها) بفشل ذريع من قبل الرسامين العرب ، ولكن ومن ناحية أخرى هناك صورة للقديس جيراسيموس ـ