ورأيت أيضا بئر القديس سابا ، والذي أرشده إليه حمار وحشي في احدى الليالي ، وذلك في قاع السيل ، أمام حجرته ، وشربت أنا من هذا الماء ، وهو بارد ومقبول المذاق. ولا يوجد أي نهر أو جدول أو بئر في هذا المكان سوى بئر القديس سابا ، والمكان يقع بين جبال صخرية ، وهو جاف قاحل ، والمناطق حوله جافة أيضا بسبب نقص المياه ، والرهبان الذين يعيشون هناك ليس لهم سوى ماء المطر.
وعلى بعد مسافة قصيرة من الدير ، باتجاه الجنوب ، هناك مكان يدعى روفا (Ruva) (١) وهو ليس بعيدا عن بحر سدوم. ويحيط بهذا المكان جبال مرتفعة تحتوي على المغاور التي أقام بها الآباء المقدسون في هذه الصحراء المخيفة. ويعيش هناك أيضا كثير من النمور وحمر الوحش.
وبحيرة سدوم (٢) (البحر الميت) ميتة ، ولا تحتوي على كائنات حية ، ولا يعيش بها أسماك أو محار أو غير ذلك ، وإذا جلب نهر الأردن أي أسماك إلى هذه البحيرة ، فانها لا تستطيع العيش هناك ساعة واحدة ، بل تموت في الحال وترتفع رقعة مائلة للحمرة (٣) من قاع البحر وتلقي بكميات على الشاطئ وينفث البحر ابخرة نتنة كرائحة الكبريت المحترق. إن عذاب (٤) جهنم يقع تحت هذا البحر.
٣٩ ـ دير القديس يثميوس (٥) : على بعد ثلاثة فرستات (٦) شرقي دير القديس سابا يقع دير القديس يثميوس خلف الجبل ، وتستقر بقاياه هناك ، الى جانب بقايا الآباء المقدسين الآخرين. ويقع
__________________
(١) تقع برية أو صحراء روفاRuva أو روباRuba طبقا لرواية يوحنا فوقاس ، بين دير مارسابا والبحر الميت ويمر وادي قدرون من خلالها.
Cf. Tobler, Topg. ii, ٦٦٧ ـ ٦٦٩ ـ Cf. also : Z. D. P. V. iii. ٩١ and the Map
(الترجمة الإنجليزية).
(٢) لم يشر دانيال الراهب إلى طول البحر الميت أو عرضه ، ولكننا وجدنا إشارة بخصوص هذا الموضوع في رحلة اركولف الذي ذكر أن طول البحر يبلغ ٥٨٠ فورلنج وعرضه ١٥٠ فورلنج ، أي أن طول البحر الميت يبلغ ٧٢. ٥ ميل والعرض حوالي ١٩ ميل. والواقع أن طول البحر يصل إلى ٤٦ ميل أي حوالي ٨٤ كم وعرضه يصل إلى ما بين ٣ ـ ٩ أميال Cf.Arculfus p.٩٣ انظر أيضا : محمود سعيد عمران : المرجع السابق ، ص ٣١٦.
(٣) ورد في كثير من المخطوطات أن الرقعة التي كانت ترتفع من قاع البحر" تميل إلى السوادBlackish Cf.Mac.,Mo.,F.K.S.R. (الترجمة الإنجليزية).
(٤) أشارت إحدى المخطوطات إلى الصيغة التاليةof herod وبطبيعة الحال يقصد هنا عذاب هيرودس. انظر المخطوطة التي تحمل الرمزMo. (الترجمة الإنجليزية).
(٥) القديس يثميوس : ولد في ملطية عام ٣٧٧ م ، واستقر فترة من الزمن في أرمينيا ، وهناك أصبح راهبا ثم مشرفا على مؤسسة ديرية. وقد توجه إلى فلسطين وهو في الثلاثين من عمره ، واختار أن يعيش حياة منفردة ، وقد سكن في أحد الكهوف ، ثم استقر في المنطقة الواقعة بين بيت المقدس وجرش. وقد جمع حوله العديد من الأتباع واستطاع أن يؤثر بأفكاره في الزهد والتقشف. والقديس يثميوس يعتبر من أشهر الرهبان الفلسطينيين في تلك المرحلة وقد توفي في فلسطين سنة ٤٧٣. (الترجمة العربية)
(٦) ذكرت بعض المخطوطات أن المسافة تبلغ عشرة فرستات (حوالي ٥ ، ١٠ كم) Cf.Mac.,Mo.,F (الترجمة الإنجليزية).