وهذه تعني" أرض المراعي المقدسة" وتتبع دير القديس سابا أراض هناك (١) أسفل الجبل وعلى جانب بيت لحم.
٥١ ـ المغارة وشجرة بلوط مامرا : تقع الخليل والمغارة المزدوجة ، وشجرة بلوط مامرا جنوبي بيت لحم. وتمتد المسافة حوالي ثمانية وعشرين فرستا (٢) من بيت المقدس إلى الخليل ، والطريق المارة ببيت لحم تقدر بحوالي ستة فرسات ، وتبلغ المسافة حوالي ثلاثة فرستات (٣) من هذه المدينة إلى نهر إيثام ((Etham. وعن هذا النهر يقول النبي داود في مزاميره" لقد جففت أنت أنهار إيثام ، اليوم يومك ، وكذلك الليل لك" (٤).
إن قاع النهر جاف في الوقت الحاضر ، ولكنه يجري تحت الأرض ، ويعود للظهور قرب بحيرة سدوم (البحر الميت) حيث يصب فيها. وعلى الجانب الآخر من الجدول هناك جبل صخري مرتفع مكسو بغابة (٥) واسعة كثيفة ، والطريق خطرة فوق هذا الجبل المخيف ، وكان المسلمون يتكسبون من هذا الممر بالإغارة على هؤلاء الذين كانوا يغامرون بالمرور بأعداد صغيرة. وبالنسبة لي فقد هيأ لي الله عددا طيبا من الرفاق ، واستطعت عبور ذلك المكان المريع دون عوائق. وهذا المكان غير بعيد من مدينة عسقلان (٦) ، حيث يتجمع الكفار باعداد كبيرة ويهاجمون المسافرين في هذا الممر. وفوق هذا الجبل ، وفي هذه الغابة قتل أبشالوم (٧) بن داود ، وحدث أن أمسك به غصن من شعره ، وبقي معلقا في تلك الشجرة وتلقى ثلاثة سهام في قلبه ، وهكذا مات على الشجرة (٨).
__________________
(١) أشارت بعض المخطوطات إلى أن دير القديس سابا يمتلك أرض «بجانب أرض المراعي المقدسة». انظر المخطوطات التي تحمل الرموز التالية : Mac.,K.,S.,R ـ ـ
(٢) في بعض المخطوطات تمتد المسافة اثنين وعشرين فرستا. انظر المخطوطة التي تحمل الرمزF (الترجمة الإنجليزية).
(٣) ذكرت بعض المخطوطات أن المسافة تمتد فرستين.Cf.Mac.,Mo. (الترجمة الإنجليزية)
(٤) مزامير داود : المزمور ٧٤ : ١٥ ـ ١٦.
(٥) حيث يعيش العديد من الأسود والنمور.Cf.Mac.,Mo. نهر ايثام هو «وادي ارطاس Wady Urtas» ، حيث تجري فيه المياه من عين إيتان Etan أو نبع إيثام Spring of Etham (الترجمة الإنجليزية)
(٦) ذكرت في إحدى المخطوطات باسم «مدينة السراسنة أو السراقنةSaracen town». انظر المخطوطة التي تحمل الرمز الرمزF. وبطبيعة الحال فان الرحالة يقصد مدينة عسقلان ، حيث كانت لا تزال بيد المسلمين الذين وصفهم باسم السراسنة. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة عسقلان استعصت على الفرنجة الصليبيين فترة طويلة من الزمن ، ولم يتمكنوا من الاستيلاء عليها إلا سنة ١١٥٣ م / ٥٤٨ بعد أن قاومت نحو أربع وخمسين سنة. ولم يتم للصليبيين الاستيلاء على المدينة إلا بعد حصار شديد وطويل.
Cf. William of Tyre, Vol. ٢. p. ٣٣٢ ـ Cf. Also : Conder, C. R., The Latinn Kingdom of Jerusalem, ٩٩٠١ ـ ١٩٢١ A. D. London ٧٩٨١, p. ٥١١ ـ Archer and Kisngs Ford, The Crusades : The story of the latin kingdom of Jerusalem, London ٤١٩١, p ٧٢٢. ـ Rohricht, R., Geschichte des : Konigreich Jerusalem, Innsbruk ٨٩٨١, p. ٧٧٢.
ابن القلانسي : ذيل تاريخ دمشق ، (مطبعة الآباء اليسوعيين) ، بيروت ١٩٠٨ م ، ص ٣٢١ أبو شامة : كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ، ج ١ ، بيروت ، (بدون تاريخ) ، ص ٩٠ سعيد عبد الفتاح عاشور : الحركة الصليبية ، ج ٢ ، ط ٣ ، القاهرة ١٩٧٥ ـ ١٩٧٦ م ، ص ٥٤٣ سعيد البيشاوي : كتاب نابلس ، ص ٩٠ (الترجمة العربية).
(٧) ورد في سفر صموئيل الثاني باسم ابشالوم ١٨ : ٥ ـ ٦ ، ١٤ ـ ١٧.
(٨) أشارت المخطوطة التي تحمل الرمزK إلى ان والده" الملك داود بكى من اجله. وقد جرت المعركة في غابة إفرايم Ephraim ، طبقا لما جاء في سفر صموئيل الثاني ١٨ : ٦ وكان القتال في وعر إفرايم". انظر ١٨ : ٦ ـ ٧.