هذا ، ويشكل حوضا عميقا ، مبنيا بحجارة كبيرة. تصادف أن أمضينا ليلة في ذلك المكان ، الذي لا يبعد عن الطريق الرئيس ويقع على يمينه الطريق (١).
٧٢ ـ بئر يعقوب (٢) : وتقدر المسافة من هناك إلى قرية يعقوب الصغيرة ، المسماة سيخار (٣) بنحو عشرة فرستات. ويوجد هناك بئر يعقوب ، وهو واسع عميق ، وماؤه بارد جدا ، ذو طعم لذيذ جيد. وقرب هذا البئر تحدث السيد المسيح (عليه السلام) مع المرأة السامرية (٤) ، وأمضينا ليلة واحدة هناك.
__________________
(١) ربما يقصد دانيال أن البئر يقع على يمين الطريق الممتد من نابلس إلى بيت المقدس ، واذا صح هذا الاحتمال فان دانيال يقصد البئر الموجود في قرية سنجل. (الترجمة العربية)
(٢) بئر يعقوب : يقع البئر في منطقة نابلس ، وعلى وجه التحديد في أراضي قرية بلاطة الواقعة شرقي مدينة نابلس وعلى بعد ثلاثة كيلو مترات منها. وعلى حافة هذا البئر تحدث السيد المسيح مع المرأة السامرية.
وقد أقام الفرنجة الصليبيون في المكان الذي يوجد به البئر كنيسة صليبية كانت تحمل اسم كنيسة بئر يعقوب. ويبدو أنها دمرت أكثر من مرة ، ففي سنة ١١٨٧ م / ٥٨٣ ه دمرتها قوات السلطان صلاح الدين الأيوبي عقب فتح نابلس ، وفي سنة ١٢٧٣ م دمرها الظاهر بيبرس البندقداري ، ويبدو ان بناء الكنيسة رمم أكثر من مرة ، والترميم الحالي يعود إلى أوائل القرن العشرين حيث احتفظت الكنيسة بشكلها الرئيس ، ويظهر السرداب المشتمل على البئر تحت مذبح الكنيسة.
(٣) سيخارSichar أو سخار لفظة سريانية بمعنى السكر والكذب ، وقد اطلقت هذه الكلمة على مدينة شكيم الكنعانية لأن أهلها اشتهروا بهاتين الصفتين ، فضلا عن عبادة الأوثان. انظر : جورج بوست : قاموس الكتاب المقدس ، ج ١ ، ص ٦٢٤ سعيد البيشاوي : كتاب نابلس ، ص ٣٥ ، ٥٤ (الترجمة العربية) تشير الترجمة الانجليزية إلى أن سيخار (سوخار) هي قرية عسكر القريبة من نابلس. لا ندري الدوافع وراء اطلاق الرحالة للأسماء القديمة على المدن والقرى الفلسطينية. فعلى سبيل المثال تعرف نابلس بهذا الاسم منذ سنة ٧٢ م عند ما أمر الامبراطور الروماني فاسبسيان ببنائها في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي وبهذا يكون قد مضى على بنائها أثناء زيارة الراهب دانيال الروسي نحو تسعمائة واربع وثلاثين سنة ، وهي فترة كافية لكي يترسخ هذا الاسم في عقول معظم الناس. أما قرية عسكر فهي تقع على بعد ميل (١٨٤٨ متر) شرقي نابلس ، وتشتهر بكثرة أشجار الزيتون المزروعة في أراضيها ، وقد أطلق عليها الرحالة والجغرافيون اسم عسكر الزيتون كدليل على وفرة أشجار الزيتون في أراضيها. ويحد القرية من الشرق قرية دير الحطب ، ومن الغرب مدينة نابلس ، ومن الجنوب قرية بلاطة. انظر : ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٢٢٣ لي سترانج : فلسطين في العهد الاسلامي ، ص ٤٢٢ سعيد البيشاوي ، كتاب نابلس ، ص ٣٥ ـ ٣٦ ، ٥٧.
Cf. Also : Fetelus : Description of Jerusalem and the Holy Land, London ٢٩٨١, p. ٤٣ ..
(٤) ورد في العهد الجديد أن السيد المسيح عليه السلام نزل في سوخار وجلس على حافة البئر ، فجاءت امرأة سامرية لتستقي الماء ، فطلب منها الماء لكي يشرب. انظر : انجيل يوحنا ٤ : ٥ ـ ١٤ يقع البئر الذي تحدث على حافته السيد المسيح مع المرأة السامرية في أراضي قرية بلاطة الواقعة شرقي نابلس وعلى بعد ثلاثة كيلو مترات منها. انظر : محمود العابدي : الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن ، ص ٥٩ ، طوطح وخوري : جغرافية فلسطين ، ص ٧٤ انظر : سعيد البيشاوي : كتاب نابلس ، ص ٥٥ ، هامش ١٩ ص ٢١١.
Cf. Also : Neapolis and sein Gebeit. P. ٨٥١, Enlart, C. Vol. ٢, p p. ٩٨٢ ـ ٠٩٢ ـ Encyclopid Britanica, Vol. ٧, p ٩٥١. ـ Richard, J., Vol. ٢., p. ١٦٤ ـ Benvenisti, M, p ٥٦١. O\'Connor, J. M., The Holy Land. (الترجمة العربية).