ابن قتيبة
وكان أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ (١) أخذ عن أبي حاتم والرياشيّ وعبد الرحمن ، ابن أخي الأصمعيّ ؛ وقد أخذ ابن دريد عن هؤلاء كلّهم وعن الأشناندانيّ ، إلا أن ابن قتيبة خلّط عليه بحكايات عن الكوفيين لم يكن أخذها عن ثقات ؛ وكان يتسرّع (٢) في أشياء لا يقوم بها ، نحو تعرّضه لتأليف كتابه في النحو ، وكتابه في «تعبير الرؤيا». وكتابه في «معجزات النبي صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله» ، و «عيون الأخبار» و «المعارف» ، و «الشعراء» ، ونحو ذلك مما أزرى به عند العلماء ، وإن كان نفق بها عند العامة ومن لا بصيرة له.
فهذا جمهور ما مضى عليه علماء البصرة.
وفي خلال هؤلاء قوم علماء لم نذكرهم لأنّهم لم يشهروا ، ولم يؤخذ عنهم ، وإنما شهرة العالم بمصنّفاته والرواية عنه.
__________________
(١) ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من اللغويين البصريين ؛ وقال : إنه توفي سنة ٢٩٦ ؛ (الطبقات ٢٠٠).
(٢) بخط ابن نوبخت : «يسرع».