يونس بن حبيب الضبّيّ
ويونس بن حبيب الضبّيّ ؛ وكان مقدّما ، حدّثنا عبد القدوس بن أحمد قال : حدّثنا المبرّد قال : سمعت أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ يقول : مات يونس بن حبيب سنة اثنتين وثمانين ومائة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
وحدّثنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا عليّ بن سهيل بن شاذان الجنديسابوريّ ، من جنديسابور ، قال : سمعت أبا حاتم يقول : سمت أبا عبيدة يقول : اختلفت إلى يونس أربعين سنة ، أملأ كل يوم ألواحي من حفظه.
وهو يونس بن حبيب ، مولى بني ضبّة ، وكان يكنى أبا عبد الرحمن ، وكان النحو أغلب عليه ، ودخل المسجد يوما وهو يهادي بين اثنين من الكبر ، فقال له رجل كان يتهمه على مودّته : وبلغت ما أرى! قال ؛ هو الذي ترى فلا بلّغته (١)!.
وقد أخذ يونس عن أبي عمرو وكان شديد الاختصاص برؤبة بن العجاج ، فحدّثنا جعفر بن محمد وعليّ بن محمد الخداشيّ قالا : حدّثنا محمد بن الحسن الأزديّ قال : أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال : كنت في حلقة أبي عمرو ، فجاءه شبيل بن عزرة الضّبعيّ ، فلما دخل عليه رفعه أبو عمرو ، وألقى له لبد بغلته ، فلما جلس قال : ألا تعجبون لرؤبتكم هذا! سألته عن اشتقاق اسمه فلم يدر ما هو؟ فوثب يونس حتى جلس بين يدي شبيل ثم قال له : علّك تظن أن معدّ بن عدنان كان أفصح من رؤبة! فأنا غلام رؤبة ، فما الرّوبة ، والرّوبة والرّوبة ، والرّوبة والرّؤبة؟ (الخامسة مهموزة فقط) قال : فغضب شبيل بن عزرة وقام ؛ فقال أبو عمرو ليونس : ما أردت إلى هذا! رجل شريف قصدنا في مجلسنا ، فرددت عليه قوله وأحفظته (٢)! فقال يونس : ما تمالكت إذ ذكر رؤبة أن قلت ما قلت.
ثم فسر يونس فقال : الرّوبة : الحاجة ، يقال : فلان يقوم بروبة أهله أي
__________________
(١) بخط ابن نوبخت «بلغته» من غير تشديد. والخبر في طبقات الزبيدي ٤٨ ـ ٤٩ يرويه عن يونس.
(٢) في الطبقات بعد هذه الكلمة : «فقال له أبو عمرو : أو سلّطت على تقويم الناس»!.