التوّزي والحرمازي
والجرمي والزيادي والرّياشي
وأخذ الناس علم العرب عن هؤلاء الذين ذكرنا من علماء البصرة ؛ فكان ممّن برع فيهم أبو محمد عبد الله بن محمد التوّجيّ ـ ويقال : التوّزيّ (١) ـ وأبو عليّ الحرمازيّ (٢) ، وأبو عمر صالح بن إسحاق الجرميّ (٣).
وكانوا يأخذون عن أبي عبيدة وأبي زيد والأصمعي والأخفش ، وهؤلاء الثلاثة أكبر أصحابهم.
خبّرونا عن المبّرد قال : كان أبو عليّ الحرمازيّ في ناحية عمرو بن مسعدة ، فخرج عمرو إلى الشام ، فقال الحرمازيّ :
أقام بأرض الشام فاختلّ جانبي |
|
ومطلبه بالشام غير قريب |
ولا سيّما من مفلس حلف نقرس |
|
أما نقرس في مفلس بعجيب! |
وكان دون هؤلاء في السنّ أبو إسحاق إبراهيم الزيادي (٤) وأبو عثمان بكر بن محمد المازنيّ ، وأبو الفضل العباس بن الفرج الرياشيّ (٥) وأبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستانيّ. وكان التوّجيّ أبلغ القوم في اللغة ، وأعلمهم بالنحو بعد الجرميّ والمازنيّ فيما حدّثنا به غير واحد عن المبّرد. قالوا : وكان أبو زيد أعلم من الأصمعيّ وأبي عبيدة بالنحو ، وكانا بعده يتقاربان.
قال أبو الطيّب : والذي ثبت عندنا عن علمائنا أن أبا عبيدة كان أعلم الثلاثة بالنحو ، ولم يكن في صاحبيه نقص ، إلا أنّ لهذا القول من المبّرد شيئا نحن ذاكروه.
__________________
(١) منسوب إلى توز ، ويقال فيها : توج ؛ من بلاد فارس. وتوفي التوزي سنة ٢٣٠ ؛ (إنباه الرواة ٢ / ١٢٦).
(٢) انظر ترجمته في الفهرست ص ٤٨.
(٣) توفي سنة ٢٢٥ ،) إنباه الرواة ٢ / ٨١).
(٤) هو إبراهيم بن سفيان الزيادي. ذكر ياقوت أن وفاته سنة ٢٤٩ ، (معجم الأدباء ١ / ١٥٨).
(٥) توفي سنة ٢٥٧ ؛ (إنباه الرواة ٢ / ٣٦٨).