تقديم تفضل به
سماحة العلامة الحجة البحاثة الشيخ باقر شريف القرشي ( دام فضله )
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الحسين رائد الحركة الإصلاحية التي أضاءت سماء الشرق العربي وغيره وانقدت المسلمين من واقعهم المرير وفتحت لهم آفاقاً مشرقة من الحرية والكرامة ... لقد أعزّ الله تعالى الإسلام بثورة أبي الأحرار التي جعلها الله تعالى عبرة لأولي الألباب وقدوة حسنة لدعاة الإصلاح الإجتماعي ، فلم تمض عليها حفنة من السنين حتى تبلورت الأفكار واستيقظ المسلمون من سباتهم ، وإذا بالمجتمع ينادي بفجر جديد لحياتهم الإجتماعية والسياسية فقد هَبّ المسلمون بثورات مثلى حقة فنسفت قصور الأموين وألحقت بهم الهزيمة والعار ، وانطوت معالم دولتهم القائمة على الظلم والطغيان .
وكما أن الإمام الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة وأفضل المسلمين وسيد المصلحين فكذلك التربة التي استشهد على صعيدها من أفضل بقاع الأرض فما أضلت قبة السماء مكاناً قط أفضل ولا أسمى من بقعة كربلاء ، وقد أجمع رواة المسلمين أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شم قطعة من تلك التربة الطاهرة التي جاء بها جبرئيل إليه وأخبره بشهادة ولده الإمام الحسين عليه السلام على صعيدها ، والشيعة إذ تقدس هذه التربة وتعظمها وتسجد عليها لله تعالى في صلاتها إنما هو إقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي شمها وقبلها وقد جعل الله تعالى الشفاء في تلك التربة الزكية إجلالاً للحسين وتعظيماً له وهي من الكرامات التي خصه بها فسلام عليه فما أعظم عائدته على الإسلام والمسلمين .