«(إيزاك اسيموف) يُعرِّفه بأنه : أدب قصصي يدور حول العلم والعلماء. وقد أطنب الكاتب (روبرت شولز) في تعريف لهذا الأدب وقصصه ؛ فهو يرى أنّ القصة العلمية هي : قصة خيال تبحث عن المجهول بعبارات علمية مفهومة ، مستعملة الإختراعات والإكتشافات في أمكنة تشمل جوف الأرض والكواكب الأخرى وحتى الذرّة ، أما الإنسان ؛ فغالباً ما يكون في المستقبل البعيد ، أو في الماضي قبل التاريخ ، وفي أبعاد جديدة» (١٦٠).
ب ـ قواعده وأصوله :
لو تأملنا في مجاميع قصص الخيال العلمي ؛ لوجدنا أنّ أصلها عبارة عن قواعد وأسس علمية بحثة ، قد وضعت في إطار قصصي من الحكايات والحوار الجَذّاب الشائق ، وذلك لكي يتمكن كاتب هذه القصة العلمية من إجتذاب القارئ إلى قصته تلك ؛ لأنّ هدف الكاتب قد يكون تعليمي ، أو إيصال رأي علمي له ، فالكاتب من هذا المنطلق الغريب ـ والطريف في الوقت نفسه ـ قَدّم معلومات واستنتاجات علمية إلى الناس.
وهذه القصص العلمية لا تدور في زمان ومكان معينيين ومحدودين ، بل أنّها تتقدم نحو المستقبل وهو الأشهر فيها. كما أنّ من هذه القصص الخيالية ، من يعمد كاتبها إلى الرجوع إلى عصور ما قبل التاريخ والصراع الرهيب مع الحيوانات المتوحشة في تلك الحقبة التاريخية ، ومنهم من يجمع بين الماضي والحاضر في صراع مثير عبر زمنين مختلفين ومتباينين في كل شيء. إنّ غرابة أحداث قصص الخيال العلمي وبُعد بعضها عن الواقع ، وغرابة أحداثها
__________________
(١٦٠) ـ الجراخ ، عباس هاني : (أدب الخيال العلمي في آثار هـ ، ج. ويلز) ، مجلة القافلة ، مج ٣٨ ـ جمادي الأولى سنة ١٤١٠ هـ ، ص / ١٨.