٢ ـ شكا عبد الملك إلى العلماء ما إنتشر عليه من أمر رعيته ، وتخوفه من كل وجه ، فأشار عليه ابو حبيب الحمصي القاضي بأن يستنصر عليهم برفع يديه إلى الله تعالى ، فكان عبد الملك يدعو ويرفع يديه ، وكتب بذلك إلى القصاص ، فكانوا يرفعون أيديهم بالغداة والعشي (١٧٦).
٣ ـ وكان محمد بن واسع الأزدي من جملة القصاص والوعاظ في جيش قتيبة بن مسلم في خراسان ، وكان يقول قتيبة بن حقه : إنّه بالنسبة إليه أفضل من ألف سيف ورمح (١٧٧).
ثانياً ـ ضرر القُصّاص :
بعد أن سيطر القصاص على عقول الناس ، بل إغترّ بهم كثير من الأعيان والمعروفين ، الذين كانوا يحضرون مجالسهم ويستمعون إليهم لمدة من الزمن ، إنكشفت حقيقتهم وظهر أمرهم لأكثر الناس ، فبدأ الأعيان وكثير من الناس بفضح أمرهم والتحذير منهم كالتالي :
وصرّح البعض : أنّ السبب في إنتشار الإسرائيليات في كتب التاريخ والتفسير هم القصاص ، إنّهم ينسبون ما يسمعونه من الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويخلطون الأحاديث بعضها ببعض ، ولعلّ أهم المنابع في ذلك هما : وهب بن مُنَبِّه ، وكَعْب الأحْبَار ، فأما وهب بن منبه ؛ فَيَمَنِي من أصل فارسي ، وكان من أهل الكتاب الذين أسلموا ، وله أخبار كثيرة وقصص تتعلق بأخبار الأُوَل ومبدأ العالم وقصص الأنبياء ، وكان يقول : قرأت من كتب الله إثنين وسبعين كتاباً ، وقد توفي بصنعاء سنة (١١٠ هـ). وأما كعب الأحبار ، أو كعب بن مانع ؛
__________________
(١٧٦) ـ المصدر السابق ، ج ٢ / ٢٥٤.
(١٧٧) ـ الجاحظ ، ابو عثمان عمرو بن بحر : البيان والتبيين ، ج ٣ / ٢٧٣.