موقف أمير المؤمنين (عليه السلام) :
أما موقف أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فيمكن تلخيصه فيما يلي :
أ ـ توبيخهم أمام الناس وإظهار حقيقتهم ومثال ذلك : ما رواه الحارث ، عن علي : أنّه دخل المسجد ، فإذا بصوت قاصّ ، فلما رآه سكت ، قال علي : ما هذا؟!
قال القاصّ ، أنا. فقال علي : أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : سيكون بعدي قصّاص لا ينظر الله إليهم (١٨١).
ب ـ طردهم من المساجد ، ومثال ذلك : ما رواه أبو البختري ، قال : دخل علي بن أبي طالب المسجد فإذا رجل يوّف ، فقال ما هذا؟
فقالوا : رجل يُذكِّر الناس. فقال ليس برجل يُذكِّر الناس ، لكنّه يقول : أنا فلان بن فلان فاعرفوني. فأرسل إليه فقال : أتعرف الناسخ من المنسوخ؟! فقال : لا. قال : فاخرج من مسجدنا ، ولا تُذكِّر فيه (١٨٢). وحين قدم البصرة طرد القَصّاصِين من المسجد ، حيث أنّه لا ينبغي القصص في المسجد (١٨٣).
ج ـ إقامة الحدود عليهم بالضرب ، ومثال ذلك : عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنّه قال : (إنّ أمير المؤمنين عليه السلام ، رأى قاصّاً في المسجد فضربه بالدرّة وطرده) (١٨٤).
__________________
(١٨١) ـ الهندي ، علي المتقي بن حسام الدين : كنز العمال ، ج ١٠ / ١٧٢.
(١٨٢) ـ القرطبي ، محمد بن احمد الأنصاري : الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ / ٦٢.
(١٨٣) ـ الطرطوشي ، محمد بن الوليد : الحوادث والبدع / ١٠٠.
(١٨٤) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الكافي ، ج ٧ / ٢٦٣.