فكرية ، ذات آراء مختلفة وأفكار متنوعة ، لتجسد له المعنى الذي تنطلق فيه آراؤه وأفكاره في مجال العرض وميادين الصراع ، والذي يهمنا بحثه هو الوصول إلى أنّ الحوار يتجسد في الإنسان المحاور الذي يعرف كيف يصل إلى عقل الإنسان الآخر بأقرب طريق وأفضل اسلوب ، وكان الحوار أسلوب الأنبياء ورسالتهم الإلهية إلى الإنسان ، وينطلق الحوار ليحرك الفكر والعاطفة والوجدان ، ومنهجاً للسير بالحياة إلى أهدافها الكبيرة ، وبعد كل ذلك تطرح السؤال التالي :
س / متى بدأ الإهتمام بلغة الحوار والجدل من الناحية العلمية؟
يمكن الإجابة على هذا السؤال فيما يلي :
يعتبر الفلاسفة أوّل من تبنى هذه الفكرة ، وتبعهم فيها المتكلمون ، وهكذا تطورت الفكرة بعد مرورها بأطوار إنسانية مختلفة ، يمكن حصرها فيما يلي :
أ ـ الفلاسفة :
مرت لفظة (الحوار والجدل) عند الفلاسفة بالأدوار التالية :
١ ـ «إستخدمت كلمة الجدل لأوّل مرة في الفلسفة من قبل زينون تلميذ برمنديس ينكر وجود الكثرة والتغيير في عالم الوجود أساساً ، بما أنّ هذا الإعتقاد يتنافى مع البديهيات الحِسيّة ، فقد أصبح موضع سخرية وإستهزاء من قبل الناس ، وإنطلاقاً من رغبة زينون في الدفاع عن أستاذه ، فقد إتخذ الجدل كأسلوب لنفض آراء الناس القائلة بوجود الكثرة والتغيير ، وهكذا فقط كان الجدل يمثل عند زينون وسيلة لنقش آراء الطرف المقابل ، وإثبات آرائه عن طريق برهان الخلف.
٢ ـ إستخدم السوفسطائيون الجدل في التغلب في المحاكم القضائية ، وإستحصال الأموال من الموكلين.