وأما جواب السؤال : راجعوا كتب التفاسير واللغة فإنّهم قالوا في معنى السجود ، وضع الجبهة على الأرض للعبادة ، وهو منتهى الخضوع ، ولقد أفتى أئمتكم بأنّ كل ما يفرش به الأرض يجوز السجود عليه ، سواء كان من صوف أو قطن أو إبريسم أو شيء آخر ، فأجازوا السجود على كل شيء حتى أفتى بعضهم بجواز السجود على العذرة اليابسة!
لكن فقهاءنا تبعاً لأئمة أهل البيت من العترة الهادية عليهم السلام قالوا بعدم جواز السجود إلا على الأرض أو ما أنبتته مما يؤكل ولا يلبس ، فالبساطة والفرش لا يصدق عليه اسم الأرض ، بل يكون حاجزاً بينها وبين الجبهة ، لذلك فنحن نأخذ طينة يابسة ـ تسهيلاً للأمر ـ ونسجد عليها في الصلاة.
الشيخ عبد السلام : نحن نعلم بأنكم تخصصون تراب كربلاء للسجود ، فتصنعون منه أشكالاً مثل الأصنام فتقدسونها وتحلونها في مخابئكم وتقبلوها وتوجبن السجود عليها ، وهذا العمل يخالف سيرة المسلمين ولذلك يهاجمونكم ويشنون عليكم تلك التهم والكلمات غير اللائقة بكم.
قلت : هذه المعلومات الي أبديتها هي من تلك المسموعات التي سمعتها من مخالفينا وأعدائنا ، وتلقيتها بالقبول بدون تحقيق وتفحّص ، وإنّ من دواعي الأسف وجود هذه الحالة ؛ إذ تذعنون بشيء من غير تحقيق ، فترسلونها إرسال المسلمات ، وتنتقدون الشيعة في أشياء وهميّة ليس لها وجود ، وقد قيل : «ثَبّت العرش ثم انقش». وإنّ كلامكم بأننا نصنع من تراب كربلاء أشكالاً مثل الأصنام فنقدسها كلام فارغ ، وتقول باطل وليس إلا إتهاماً وإفتراء علينا ، وغرض المفترين إلقاء العداوة والبغضاء بيننا وبينكم ، وتمزيق المسلمين وتفريقهم ، كل ذلك لأجل الوصول إلى مصالحهم الشخصية ، ومنافعهم المادية