الفردية ، كما قيل : «فرّق تسد» ولو كنتم ـ قبل الحين وقيل أن تصدقوا كلام المغرضين ـ تفتشون عن الواقع وتحققون عن الموضوع ، بأن تسألوا عن الشيعة الذين تعرفونهم وتجاورونهم ما هذه الطينة التي تسجدون عليها؟ لسمعتم الجواب إننا نسجد لله سبحانه على التراب ، خضوعاً وتعظيماً له عَزّ وجَلّ ، ولقالوا : لا يجوز عندنا السجود بقصد العبادة سوى الله سبحانه وتعالى ، واعلم أيها الشيخ بأنّ علمائنا وفقهاءنا لم يوجبوا السجود على تراب كربلاء كما زعمت! ويكفيك مراجعة كتبهم الفقهية ورسائلهم العملية التي تتضمن الفروع والمسائل الأولية في العبادات والمعاملات وغيرها ، فإنّهم أجمعوا على جواز السجود على الأرض ، سواء التراب أو الحجر والمدر والرمال ، وغيرها من ملحقات الأرض وعلى كل ما يطلق عليه الأرض عدا المعادن ، وكذلك أجازوا السجود على كلما تنبتها من غير المأكول والملبوس ، هذا بحكم السنة الشريفة ، والأول بحكم الكتاب العزيز. ولذا قالوا : بأنّ السجود على الأرض أفضل ، وبعض فقهائنا أجاز السجود على النبات من غير المأكول والملبوس عند فقدان مشتقات الأرض ، لذلك وعملاً بالأفضل نحمل معنا طينة يابسة لكي نضعها على الفرش والبساط ونسجد عليها في الصلوات ؛ لأنّ أكثر الأماكن مفروشة بما لا يجوز السجود عليه كالبُسط المحاكة من الصوف أو القطن وما شابه ذلك ، وتسهيلاً للأمر فإننا نحمل معنا الطينة اليابسة ، لنسجد عليها في الصلاة ، وأما إذا صادف أن وقفنا على التراب للصلاة ، فلا نضع الطينة اليابسة ، بل نسجد على نفس التراب مباشرة ، إذ يتحقق السجود الذي أراده الله تعالى من عباده المؤمنين.