فكانت الشيعة أيضاً تحمل من تراب كربلاء في مناديل معهم ، فإذا صار وقت الصلاة فتحوا المنديل ، وسجدوا على التراب الذي فيه ، وبعد ذلك فكروا بصنع قطعات يسهل حملها ، فمزجوا تراب كربلاء بالماء وجعلوا منه قطعات من الطين اليابس تسهيلاً لحمله ونقله ، فكل من أحب يأخذ معه طينة يابسة يحملها معه ، فإذا صار وقت الصلاة ؛ يضعها حيث يشاء فيسجد عليها ، وهو من باب الفضيلة والإستحباب ، وإلا فنحن نسجد على كل ما يطلق عليه إسم الأرض ، من الحجر والمدر والتراب والحصى والرمل من كل بقاع الأرض. والآن فكروا ، هل يصح منكم ـ وأنتم علماء القوم ـ أن تهاجموا الشيعة المؤمنين ، لأجل سجودهم على تراب كربلاء؟ فتلبسوا الواقع على أتباعكم ، فيظنون بأنّ الشيعة كفار ومشركون ، يعبدون الأصنام ، ومن المؤسف أنّ بعض علماء أهل السنة أيضا يماشي عامة الناس ، ويؤيدهم من غير أن يتحقق في الموضوع ، ليعرف ما هو دليل الشيعة على عملهم؟ وما معنى ومغزى سجودهم على الطينة اليابسة؟!
ولو كان علماء العامة يحققون في ذلك لعرفوا أنّ الشيعة أكثر خضوعاً ، وأكثر تذللاً لله عَزّ وجَلّ ، إذ يضعون جباههم ـ وهو أفضل مواضع الجسم ـ على التراب الذي يسحق بالأقدام ، يضعون جباههم عليه خضوعاً لله وعبودية له سبحانه ، وهكذا يتصاغرون أمام عظمة الله تعالى ، ويتذللون له عَزّ وجَلّ.
فالعتب على علماء العامة ؛ إذ يتبعون بعض أسلافهم في إثارة التُّهم والإفتراءات والأكاذيب على الشيعة ، بغير تحقيق وتدبّر ، فنحن ندعوهم إلى