التفكّر والتعمق في معتقداتهم ومعتقداتنا ، ونطلب منهم بإلحاح أن يحققوا المسائل الخلافية بيننا وبينهم ، فيعرفوا دلائلنا ، لعلّهم يجدوا الحق فيتبعوه» (٢٣٣).
٣ ـ الشيخ الأنطاكي (٢٣٤) مع بعض أعلام السنة :
«وفي يوم الرابع عشر من شهر محرم الحرام سنة ١٣٧٤ هـ ، أتاني جماعة من علماء السنة وبعضهم زملائي في الأزهر ، حاملين عليّ حقداً في صدورهم لأخذي بمذهب أهل البيت وتركي مذهب السنة ، ودار البحث بيننا طويلاً يقرب حوالي عشر ساعات تقريباً ، وذلك في كثير من المسائل ، ومنها إنتقادهم على الشيعة بأنّهم يسجدون على التربة الحسينية فهم مشركون ، وإجراءهم التعازي على الإمام الحسين عليه السلام وهو بدعة. فقلت لهم : كلاهما أمر محبوب محبذ إليه من الشارع المقدس ، أما قولكم أنّ الشيعة يسجدون على التربة الحسينية ، فهم مشركون! هذا غير صحيح ؛ لأنّ السجود على التربة لا يكون شركاً ؛ لأنّ الشيعة تسجد على التربة لا لها وإن كانت الشيعة تعتقد على حسب مدعاكم وزعمكم «على الفرض المحال» ، أنّ التربة هي أو في جوفها شيء يسجدون لأجلها ، فكان اللازم السجود لها لا السجود عليها ؛ لأنّ الشخص لا يسجد على معبوده ، ولأنّ السجود يجب أن يكون للمعبود وهو الله يعني تكون الغاية من السجود والخضوع هو الله سبحانه ، أما السجود على الله ؛ فهو كفر محض ، فسجود الشيعة على التربة ليس شركاً فأجابني أحدهم
__________________
(٢٣٣) ـ سلطان الواعظين ، السيد محمد الموسوي : ليالي بيشاور / ١٠٥٦ ـ ١٠٧١.
(٢٣٤) ـ العلامة الكبير الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاكي ، أحد أعلام سوريا ، ولد سنة ١٣١٤ هـ في قرية من القرى التابعة إلى أنطاكية ، تبعد عنها ما يقرب من أربعة فراسخ تدعى (عنصو) ، ثم نزل حلب وتخرج من الأزهر وأصبح أحد أعلام سوريا ، كان في بداية أمره شافعياً ثم إعتنق مذهب أهل البيت (ع) ، توفي عام ١٣٨٣ هـ.