وأنصاره في سبيل إقامة الإسلام ، وإرساء قواعده ، وحفظها عن تلاعب متبعي الشهوات ، عَوّضه الله تعالى باستشهاده ثلاثة أمور :
١ ـ إستجابة الدعاء تحت قبته.
٢ ـ الأئمة من ذريته.
٣ ـ الشفاء في تربته (٢٣٦).
فعظم الله تعالى تربته ؛ لأنّه قتل في سبيل الله أفجع قتلة ، وقتل معه أولاده وأخوته وأصحابه ، وسبي حريمه وغير ذلك من المصائب التي نزلت به من أجل الدين ، فهل في ذلك مانع؟ أم هل في تفضيل تربة كربلاء على سائر بقاع الأرض حتى على أرض المدينة ، معناه أنّ الحسين عليه السلام أفضل من جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، بل الأمر بالعكس ، فتعظيم تربة الحسين تعظيم للحسين ، وتعظيم الحسين عليه السلام تعظيم لله ولجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقام أحدهم عن مجلسه وعليه آثار البشاشة والسرور ، فحمدني كثيراً ، وطلب مني بعض مؤلفات الشيعة ، بعد أن قال : مولاي إفادتك ، هذا صحيح وأني كنت أتخيل أنّ الشيعة يفضلون حتى على جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآن عرفت الحقيقة ، وأشكرك على هذه المناظرة اللطيفة والإلتفاتات الطيبة التي زودتنا بها ، وسوف أحمل معي أبداً قطعة من أرض كربلاء المقدسة لأسجد عليها أينما صليت ، كما أني سأدع السجود على غير التراب ، ومخصوصاً التربة الحسينية» (٢٣٧).
__________________
(٢٣٦) ـ هذا مأخوذ من حديث محمد بن مسلم ، حيث قال : سمعت أبا جعفر ، وجعفر بن محمد (ع) يقولان (إنّ الله تعالى عَوّض الحسين (ع) من قتله ، أن جعل الإمامة في ذريته ، والشفاء في تربته ، واجابة الدعاء عند قبره ، ولا تُعدُّ أيام زائريه جائياً وراجعاً من عمره .. الخ) ـ راجع بحار الأنوار للمجلسي : ج ٤٤ / ٢٢١.
(٢٣٧) ـ الأنطاكي ، الشيخ محمد مرعي : لماذا اخترت مذهب أهل البيت / ٣٤١.