سكرتير الوزارة ، وكان الرجل بالأصل قِسّاً يتتبع مثل هذه الأمور ، ولا سيما في بغداد كانوا قد أدخلوا في ذهنه بعض المسائل ، فعندما كان يتجول في أسواق كربلاء ، وصل إلى حانوت لبيع الترب على الزائرين ، فسأل السكرتير مستغرباً ، كأنّه لا يعرف ذلك : ما هذا الذي يبيعونه في هذا الحانوت؟
فأجابه السكرتير إرتجالاً ، هذه تربة كربلاء ، وهي مثل حصى كنيسة القديس بطرس عندكم ، التي تباع كل واحدة منها بفرنك واحد ـ أي بدرهم ـ على الزائرين.
وما كان ينتظر المستشار هذا الجواب الفجائي غير المنتظر ، فضحك وقال : صدقت ، نحن أيضاً في أوروبا عندنا مثل هذه العوائد ولا غرابة في ذلك ، إذ أنّ كل من يزور تلك الكنيسة في روما يشتري من حصاها للتبرك والإستشفاء ، فتجد أنّ مثل هذه العادات في تقديس بعض الأشياء الدينية لا تخلو منها أمة ، وحتى الأمم الأوروبية المتحضرة الراقية توجد بأكثر من ذلك» (٢٣٩).
٦ ـ الأستاذ محمد خير (٢٤٠) مع خصوم الشيعة :
يقول الأستاذ محمد خير : «ومما يثير أعداء الشيعة عليهم ، هو قولهم : أنّ الشيعة يخالفون جمهور أهل السنة لسجودهم على أحجار من الطين ، يحملونها في جيوبهم ويقدسونها تقديسا. والحقيقة أنّ الشيعة يحملون ألواحاً من الطين من التربة التي دفن فيها سيدنا الحسين ، ويتبركون بها عند سجودهم.
__________________
(٢٣٩) ـ الكليدار ، الدكتور عبد الجواد : تاريخ كربلاء وحائر الحسين (ع) / ١٣٦.
(٢٤٠) ـ محمد أحمد حامد محمد خير ، سوداني مالكي المذهب ، أشعري العقيدة ، ينتمي إلى أسرة دينية عريقة في العلم في منطقة الخندق بالشمالية ، إلتحق بجامعة الخرطوم ـ كلية الاقتساد ـ وتخرج منها عام ١٩٨١ م ، تلقى العلوم الدينية على يد عدد من العلماء.