أ ـ علاقة الرؤى بالنوم :
إنّ أجسامنا صنعت من الطبيعة ولها ، وقد روعي فيها أن تتبع القوانين الطبيعية ، فالنوم حالة طبيعية متكررة يتوقف فيها الكائن الحي عن اليقظة ، وتصبح حواسه معزولة نسبياً عما تحيط بها من أحداث ، وقد عَبّر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) [النبأ / ٩]. أي راحة لأبدانكم بانقطاعكم عن الأشغال. ويتضح هذا من خلال التقسيم العلمي للنوم ، وهو كالتالي :
هناك نوعان من النوم :
«النوم التقليدي : Orthodox Sleep (النوم الهادئ) (لا يترافق بحركة سريعة في العين) : ويشكل الجزء الأعظم من النوم ... ويبدأ بالنعاس .. وتصبح أمواج الدماغ الكهربائية فيه أبطأ وأكثر عمقاً من الأمواج التي تحدث في اليقظة .. ويتباطؤ نشاط الدماغ وعمليات الإستقلاب في الجسم (العمليات الكيمياوية الحيوية) وتصل إلى أدنى مستوى لها ، وتحدث فيه بعض الأحلام» (٢٤٤).
وخصائص هذا النوم الهادئ : «ينخفض ضغط الدم ... ويتباطئ القلب في هذا النوع من النوم .. ويستطيع النائم التحرك في المراحل الخفيفة منه. لكنه لا يقوى على الحركة حين يدخل المرء في مراحل متقدمة من نوم عميق .. حيث ترتخي العضلات .. ويضعف نشاط الدماغ .. وقد تُرى الأحلام حول ما سيجري في غدٍ من أعمال ..» (٢٤٥).
__________________
(٢٤٤) ـ باشا ، الدكتور حسان شمسي : النوم والأرق والأحلام بين الطب والقرآن / ٢٢.
(٢٤٥) ـ نفس المصدر / ٢٣.