وسميت بـ(أضغاث أحلام) ؛ لأنّ الضغث : هو الحزمة من الحشيش ، والبقل وغيره ، وهو غير متشاكل ولا متلائم ، فشبهوا به تخليط المنام. والفرق بين الرؤيا والحلم : يغلب على الرؤيا ما يراه الإنسان من الخيرو الشيء الحسن ، وغلب الحلم عل ىما يراه الإنسان من الشر والقبيح. ويؤيد هذا المعنى ما في الدرة الباهرة : «قال أبو محمد العسكري عليه السلام : من أكثر المنام رأى الأحلام» (٢٥٥).
قال الشيخ المجلسي (قده) : «.. أنّ كثرة الغفلة عن ذكر الله وعن الموت وأمور الآخرة موجبة للأماني الباطلة والخيالات الفاسدة التي هي كأضغاث الأحلام ولا يلتفت إليها الكرام. مع أنّ الحمل على ظاهره أظهر وأصوب ، بحمل الأحلام على الفاسدة منها ، كما ورد : (أنّ الحلم من الشيطان ..) (٢٥٦).
٣ ـ الأحاديث :
قال تعالى : (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) [يوسف / ٨]. وسميت الرؤيا بالأحاديث لما يلي :
أ ـ والأحاديث جمع الحديث وربما أريد به الرؤى ؛ لأنّها من حديث النفس ، فإنّ نفس الإنسان تصور له الأمور في المنام ، كما يصور المحدّث لسماعه الأمور في اليقظة فالرؤيا حديث مثله (٢٥٧).
ب ـ إنّها سميت أحاديث ؛ لأنّها من حديث الملك إن كانت صادقة ، ومن حديث الشيطان إن كانت كاذبة (٢٥٨).
__________________
(٢٥٥) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ / ١٩٠.
(٢٥٦) ـ نفس المصدر / ١٥٣.
(٢٥٧) ـ الطباطبائي ، السيد محمد حسين : الميزان في تفسير القرآن ، ج ١١ / ٧٩ ـ ٨١.
(٢٥٨) ـ نفس المصدر.