لقد استطاع أستاذ الكيمياء (كيكولي) رؤية الثعبان يضع ذيله في فمه ، وأن يتحول ذلك إلى نظرية الحلقة التي وضعت أساس تركيب البنزين ، وهو إكتشاف أحدث فيما بعد ثورة في الكيمياء العضوية» (٢٧٧).
٢ ـ الأحلام التنبؤية :
ويتسائل سيد قطب عن طبيعة الأحلام التنبؤية قائلاً :
«تقول مدرسة التحليل النفسي : إنّها صور من الرغبات المكبوتة تتنفس بها الأحلام في غياب الوعي. وهذا يمثل جانباً من الأحلام ، ولكنه لا يمثلها كلها. و (فرويد) ذاته على كل تحكمه غير علمي وتحكمه في نظريته ـ يقرر أنّ هناك أحلاماً تنبؤية. فما طبيعة هذه الأحلام التنبؤية؟
إنّ حواجز الزمان والمكان هي التي تحول بين هذا المخلوق البشري وبين رؤية ما نسميه الماضي أو المستقبل .. وإن ما نسميه ماضياً أو مستقبلاً إنما يحجبه عنا عامل الزمان ... وإنّ حاسة ما في الإنسان لا نعرفه كنهها تستيقظ أو تقوى في بعض الأحيان فتتغلب على حاجز الزمان أو المكان.
ويقول : إننا ملزمون بالإعتقاد بأن بعض الرؤى تحمل نبؤات عن المستقبل القريب أو البعيد» ، وقد أورد سيد قطب قصة حدثت معه ، يقول : وأستطيع أن أكذب كل شيء قبل أن أكذب حادثاً وقع لي وأنا في أمريكا وأهلي في القاهرة ، وقد رأيت فيما يرى النائم ابن أخت لي شاباً ، وفي عينه دم يحجبها عن الرؤية ، فكتبت أستفسر عن عينه بالذات ، فجاءني الرد بأنّ عينه قد أصيبت بنزيف داخلي وأنّه يعالج. ويلاحظ أنّ النزيف الداخلي لا يرى من الخارج ،
__________________
(٢٧٧) ـ المصدر السابق / ١٤٥.