السلام ـ جارية مجرى الوحي وإن لم تُسمّ وحياً ، ولا تكون قط إلا حقاً وصدقا» (٣٠٦).
وبعد هذا التمهيد ، نعرض ما أجاب به علماء المسلمين ، وهو كالتالي :
عند علماء العامة :
١ ـ الصفدي :
«قد تكلم الفقهاء فيمن رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمره بأمر ، هل يلزمه العمل به أم لا؟
قالوا : إن أمره بما يوافق أمره يقظة ، ففيه خلاف ، وإنْ أمره ، بما يخالف أمره يقظة ، فإن قلت : إنّ من رآه صلى الله عليه وآله وسلم على الوجه المذكور من صفته ؛ فرؤياه حق ، فهذا من قبيل تعارض الدليلين والعمل بأرجحهما ، وما ثبت في اليقظة فهو أرجح ، فلا يلزمنا العمل بما أمره مما خالف أمره يقظة» (٣٠٧).
٢ ـ ابن حجر :
«من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فأمره بحكم يخالف حكم الشرع المستقر ، في الظاهر أنّه لا يكون مشروعاً في حقه ولا حق غيره. فالرؤيا لا تحرم حلالاً ولا تحل حراماً ، وقد حكي أنّ رجلاً صالحاً فقيراً رأى رؤيا أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءه في نومه وقال له : إنّ في موضع كذا ركازاً ، إحفر وخُذهُ ، ولا تؤد خمسه ، فقام من نومه صباحاً ، فأخرج الركاز ثم ذهب إلى الشيخ عز الدين بن عبد السلام يستفتيه في عدم إعطاء خمسه لبيت المال ، حسب ما قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، فقال الشيخ عِزّ الدين : يجب عليك أن تؤدي خمسه لبيت المال
__________________
(٣٠٦) ـ الكراجكي ، الشيخ محمد بن علي : كنز الفوائد ، ج ٢ / ٦١.
(٣٠٧) ـ البهائي ، الشيخ محمد بن الشيخ حسين : الكشكول ، ج ٢ / ١٢٣.