في المذهب ، يقول أحدهما : رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم وأمرني بكذا مما يوافق مذهبه. ويقول الآخر : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم وأمرني بكذا ، مما يوافق مذهب الآخر. فتعلم لا محالة أنّ أحد المنامين حق والآخر باطل ، فأولى الأشياء أن يكون الحق منهما ما ثبت الدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه ، والباطل ما أوضحت الحجة عن فساده وبطلانه وليس يمكن أحدهما أن يقول للآخر : إنك كذبت في قولك إنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنّه يقدر أن يقول له مثل هذا بعينه ، وقد شاهدنا بعض من إنتقل عن مذهبه وأخبرنا بأنّه يرى منامات بالضد مما كان يراه قبل ، فبان بذلك أنّ أحد المنامين باطل ، وأنّه من نتيجة حديث النفس أو وسوسة إبليس ونحو ذلك» (٣١٣).
الشيخ يوسف البحراني :
«... لابد من تخصيص الخبر المذكور برؤيا المؤمن خاصةً ، لما عرفت آنفاً من إشتراط صحة الخبر غالباً بالإيمان والصلاح والتقوى ، وإن فرضنا صدق رؤيا غيره ، فهو نادر ، فيحمل الخبر على ما هو الأكثر الغالب.
وأما الكافر والكاذب والمخلط وإن صدقت رؤياهم في بعض الأحيان ؛ فلأنّها لا تكون من الوحي ولا من النبوة ، إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره نبوة ، بدليل الكاهن والمنجم ، فإنّ أحدهم قد يحدث ويصدق ، لكن على الندرة ، وكذلك الكافر قد تصدق رؤياه ، كرؤيا العزيز سبع بقرات ، ورؤيا الفتيين في السجن ، ولكن ذلك قليل بالنسبة إلى مناماتهم المخلّطة الفاسدة» (٣١٤).
__________________
(٣١٣) ـ الأمين ، السيد محسن : معادن الجواهر ونزهة الخواطر ، ج ١ / ٣١٠ ـ ٣١١.
(٣١٤) ـ البحراني ، الشيخ يوسف : الدرر النجفية ، ج ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.