من المبتدعين الملقبة بالرافضة جاء (ولا شك أنّه جعفر بن محمد إمام الرافضة ، أو رجل من قبله جاء ليقرأ مذهبه على جده أسوة ببقية أئمة المذاهب ، وهو إنما أخذ مذهبه عن آبائه عن جده عن جبرئيل عن الله تعالى) وفي يداه كراريس غير مجلدة (والظاهر أنّ المجلد كان مشغولاً بتجليد كتب أئمة المذاهب ، فلم يتيسر للإمام جعفر الصادق أن يجلدها بجلد قماش فضلاً عن جلد أفرنجي) فيها ذكر عقائدهم الباطلة (ومن أين عرف بطلانها قبل قراءتها) وهمّ أن يدخل الحلفة ويقرأ فخرج واحد وزجره وأخذ الكراريس من يده ورمى بها وطرده وأهانه (والعجب كيف ساغ له طرده واهانته قبل إقامة الحجة عليه؟! وكيف مكنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك؟!) ، ثم قرأت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قواعد العقائد للغزالي إلى أن بلغت إلى صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فما رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر إستبشاراً بقراءة أحد مثلما كان بقراءتي وعليه (وهذا يقتضي أنّه أكرم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جميع أئمة المذاهب) ، ثم إنتبهت وعلى عيني أثر الدمع.
فانظر وأمل واعجب إلى أي حد يبلغ الجهل والعصب وإتباع الأهواء وحب نصرتها بالإنسان وقد فصلنا ما في هذا المنام المختلق من الطرائف في كتابنا (القول الصادق) ، وفي كتاب النبهاني من طرائف المنامات المضحكات المبكيات ما لا يتسع لنا المقام لذكره» (٣١٥).
خلاصة وإستنتاج :
وبعد باين ما ذكره العلماء من توجيه لحديث (من رآني) ، يمكن الخروج بالنتيجة التالي :
__________________
(٣١٥) ـ الأمين ، السيد محسن : معادن الجواهر ونزهة الخواطر ، ج ١ / ٣١٢ ـ ٣١٤. أقول : ما ذكر بين القوسين في هذا المنام ، هو من تعليق السيد محسن الأمين ، رداً على الشيخ النبهاني.